كشف مؤخرا مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، عن تقريره السنوي في لقاء صحفي، حضره عدد من المنتخبين يشاركون في تدبير الشأن المحلي. التقرير الذي يعد الثاني من نوعه يعرضه المرصد أمام الرأي العام ، لخص وضعية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، من خلال حجم الخصاص الموجود على مستوى المناطق الخضراء بالمدينة، الذي حدده التقرير في 600 هكتار، بمعدل مساحة الفرد لا تتجاوز 3 أمتار لكل مواطن، مقابل نسبة المعدل العام المتعارف عليه دوليا، التي تصل إلى 10 أمتار لكل مواطن. كما أشار التقرير إلى تأثير استمرار زحف البناء نحو المناطق الغابوية على ما تبقى من الحزام الأخضر، في ظل غياب مخطط عمراني يضع البيئة في صلب أولوياته أمام ما تشهده طنجة من توسع حضري وارتفاع نسبة كثافتها السكانية. رئيس المرصد ربيع الخمليشي، تطرق أيضاً إلى إشكالية تدبير النفايات الصلبة. وجاء في التقرير أن كمية النفايات المنزلية تقدر بحوالي كيلوغراما واحدا للفرد يوميا في المتوسط (75 بالمائة منها عبارة عن نفايات عضوية)، على أن عملية الجمع لا تتم بنسبة 100 في المائة، في الوقت الذي يتواصل استغلال نفس المطرح العمومي منذ أزيد من 40 سنة وسط منطقة سكنية. المرصد اعتبر في تقريره لسنة 2013 أن إدراج كلا من فضاء «فيلا هاريس» وموقع «بيير ديكاريس» و«مغارة هرقل» و«الطريق الرومانية» ضمن مشاريع التأهيل الحضري لمخطط برنامج طنجة الكبرى، يعد مؤشرا إيجابيا فيما يتعلق بالتعاطي مع هذا الملف. وكانت الجماعة الحضرية لطنجة قد انتبهت أخيرا إلى خطورة انقراض الاخضرار بالمدينة، وشرع المجلس الحالي في الاهتمام بهذا الموضوع، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وتجندت السلطات المحلية مع انطلاقة مشاريع التأهيل الحضري من أجل إعداد بعض الحدائق العمومية، باعتبار أن جمالية المدينة لا يمكن قياسها بكثافة العمران مهما بلغت قدراته الهندسية في غياب مجال أخضر يحفظ الوجه الحضري لعروس الشمال. محمد كوين