تعامل الحكومة المغربية مع الإهانة التي تعرض لها المغرب في شخص وزيره في الخارجية هو تعامل مهين لنا كمغاربة. لا شك أن الحكومة لم ترغب في صب المزيد من الزيت على النار التي توهجت مؤخرا بين المغرب وفرنسا بسبب أحداث وقعت ووجدت الدولة الفرنسية نفسها متورطة فيها بشكل غير مباشر. تفتيش وزير الخارجية في مطار أورلي بالشكل الذي تناقلته وسائل الاعلام والذي وصفته بدقة هو أمر مذل لنا. كيف يمكن أن يتم إرغام الوزير -رغم العلم المسبق بهويته- على نزع معطفه وحزامه وحذائه وجواربه كإجراء روتيني يخضع له كل مواطن يرغب في دخول بلد الحرية والمساواة والأخوة !؟. ولنضع بضعة نقط على الحروف المناسبة: الحديث عن الواقعة هو حديث عن وزير الخارجية كمسؤول يمثل الدولة المغربية ولاعلاقة له بمزوار الشخص أو مزوار السياسي المتحول بين المعارضة والأغلبية. لذلك فإن إهانة ممثل الدولة المغربية هو إهانة للمغرب وللمغاربة. بعد أن شبه سفير فرنسا في الأممالمتحدة المغرب ب«العشيقة التي نجامعها كل ليلة، رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها»، هاهي هذه «العشيقة» ترغم على نزع ثيابها أمام عامة الناس، وعندما تهمس في أذن رفيقها «عيب!»، يعتذر لها ثم يمضي قدما تاركا إياها خلفه منشغلة بلباسها. كذلك كان احتجاجنا مجرد «همس» لم يرق إلى درجة الصفعة وهي رد الفعل الطبيعي في مثل هذه المواقف حتى بالنسبة لعشيقة! اكتفت وزارتنا في الخارجية باستدعاء سفير فرنسا، وسارعت خارجية هذه الأخيرة بالاعتذار لاحتواء الفضيحة وأعلنت عن فتح تحقيق في الموضوع ... لقد أصبح العالم بأكمله يعرف اليوم لون جوارب وزير خارجيتنا بسبب التصرف الأرعن لموظف فرنسي، والأمر لا يمكن اختزاله في لون الجوارب بل هو فضيحة لم تتعامل معها حكومتنا بالحزم المفروض في مثل هذه المواقف، والظاهر أنها لا تريد أن تضخمها والعلاقات المغربية الفرنسية في موقف متوتر مذ قضيتي بارديم والحموشي. وبذلك يرتفع عدد الإهانات التي تعرض لها المغرب في شهر واحد إلى ثلاث، وهذا هو ما نفلح فيه كل مرة إحصاء زلاتنا وتسجيلها إلى حين إضافة رقم آخر. شيء يحز في النفس. بكل أسف.. نزع جوارب مزوار فضيحة أزكمت أنوفنا !