بعد أن فرضوا حالة طوارئ بمحطة القطار الرباطالمدينة منذ أسابيع ومحاولة الحرق الجماعي بصب البنزين على أجسادهم، عاد العاطلون المكفوفون يوم أول أمس الأربعاء إلى تكرار السيناريو ذاته بشارع محمد الخامس. هم حوالي اثني عشر شابا وشابة حرموا من نعمة البصر لكنهم يحاملون شهادات عليا لم تسعفهم للحصول على وظيفة في سلك الوظيفة العمومية، لذلك يرابطون بالعاصمة الرباط عسى أن تنصت السلطات المعنية إلى طلباتهم وتوفر لهم مورد عيش يضمن لهم آدميتهم وكرامتهم. ولأنهم لم يجدوا الآذان الصاغية، دخل اليأس إلى نفوسهم، ابتدعوا طرقا للاحتجاج تهدد حياتهم. ذلك ما جعلهم يهددون للمرة الثانية بإحراق أجسادهم بصب البنزين عليها. سيناريو تكرر مؤخرا وعاودوه من جديد بعد لجوئهم لأشكال احتجاج أثارت استغراب المارة بأحد أهم شرايين العاصمة الإدارية ومنها المشي حفاة وترديد الشعارات المستنكرة لصمت الحكومة وسد أبواب الحوار معهم. ولأن كل الأزقة قد أغلقت من طرف قوات الأمن ،يوم أول أمس ،والمؤدية إلى البوابة الرئيسية للبرلمان أو محطة القطار، فإنهم اختاروا الاعتصام غير بعيد من نفس شارع محمد الخامس بالقرب من عمارة السعادة وهم يرتدون أكياسا زرقاء. ربطوا أعناقهم بحبال وصبوا البنزين على أجسادهم لتملأ رائحته المكان. ذاك سلاحهم الوحيد للفت الانتباه إليهم.فبدأ المارة بالصياح مخافة تنفيذ التهديد. لكن خراطيم مياه الوقاية المدنية كانت في التوقيت المناسب تماما كما حدث حين اقتعدوا آخر مرة سكة الحديد وأوقفوا القطارات. قوة المياه المنبعثة من خراطيم المياه تسببت في إغماء بعض منهم . تجمهر المارة غير بعيد عن كتيبة المكفوفين، وتعالت الصيحات لإنقادهم، قبل أن تنضم إليهم أعداد أخرى من العاطلين، وانتهزوا الفرصة لترديد شعارات تطالب بتوفير مناصب شغل لهم والصفير في وجه قوات الأمن، فيما تعطلت حركة المرور بشارعي محمد الخامس والحسن الثاني ،كما يحدث عادة في كل أيام الأسبوع التي تعرف مسيرات للعاطلين. وكالعادة اضطرت عناصر الأمن للتدخل بهراواتها لفك الاعتصام ومطاردة العاطلين في الأزقة، واستعملت أيضا خراطيم المياه ، لتسقط كالعادة أعداد منهم بسبب الإفراط في استعمال القوة ،لينقلوا لتلقي الإسعافات، فيما تعرض آخرون للسب والشتم. تلك مشاهد أسبوعية تتكرر باستمرار في قلب العاصمة دون أن تتحرك الجهات المعنية لاحتوائها. أوسي موح لحسن