شعار رفعته تنسيقية تسوية وضعية المهاجرين، كصرخة ضد العنصرية. الهدف من الحملة الوطنية هاته هو التحسيس بخطورة العنصرية، والتحذير الاستباقي منها خصوصا وأن المغرب لم يعد فقط قنطرة عبور للمهاجرين، بل أضحى محطة استقبال، مما سيخلق وضعا مجتمعيا جديدا. موضوع الهجرة ليس مقامه هذه الورقة الآن سواء في كليته أو في جزئية منه، بل لابد من تسليط بعض الضوء على موضوع العنصرية بكل مكوناتها العرقية والدينية والثقافية، ومدى حضورها في المغرب. لا مفر من الاعتراف بأن العنصرية في المغرب تتستر في خانة المسكوت عنه،في حين تضرب أطنابها في التركيبة الثقافية للمجتمع. لتلطيف الفكرة يمكن القول بأن مستوى العنصرية في تناقص في بعض جوانبه، خصوصا في ما يتعلق بجانب العرق واللون، والمقارنة هنا هي بين اليوم وبين ماض كان يسود فيه تقسيم صارخ بين الأعراق في البلد، وفيه تتسلط فئات على أخرى بسبب اللون والانتماء الإثني والديني. لايمكن استبعاد استمرار السلوكات العنصرية اليوم، ولكن يمكن ملاحظة تغيير واضح في البنية المجتمعية مما غير من حدة بعض الأفكار وبعض السلوكات. ضراوي، عزي، شلح، كربوز، عروبي، فاسي، كيليميني، بوزبال، يهودي، كلها «مفاهيم» لا تزال تجد من ينتجها ويعيد استهلاكها في المجتمع، ولو على مستوى التنكيت والممازحة أو على مستوى السباب. لا يخفى ما لهذه الألفاظ من تمثلات في بنية المخيال الجمعي. إنها في النهاية انعكاس لمستوى السلوك العنصري الذي لا يزال مترسخا في الذهنية الجمعية، وهو، على كل حال، يجد له جذورا في بنية المجتمع المغربي منذ مدة زمنية غير قصيرة. من حسن الحظ أن الثقافة العنصرية في المغرب، لم تصل إلى مستوى التمثل في الجانب السياسي، وإن يمكن اعتبار بعض السلوكات إرهاصات لها، مثلا تاريخ الحكومة المغربية لم يعرف إلا حالة أو حالتين من وجود مسؤول بلون أسود... لكن هذا لا يعفي من التخوف من تنامي العنصرية لتصل إلى المستوى السياسي، خصوصا مع الواقع الجديد الذي يجعل من المغرب منطقة استقبال للمهاجرين. تنبيه لا بد منه، هو أن الفكر المتطرف يخلق أدبيات الكره والعنصرية، وقد بدأنا نجد في المجتمع اتجاهات «دينية» تروج لخطاب الكراهية، مما يجعلنا نتساءل عن مستوى هذه العنصرية الجديدة التي تحاول غزو المجتمع...