وزارء وجمعويون وممثلة منظمة اليونيسيف بالمغرب، إلى جانب ممثلي التأمين الصحي والسلطة المحلية وشخصيات أجنبية، التأموا مساء أول أمس (الثلاثاء)، بأحد فنادق البيضاء، لإطلاق الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب تحت شعار«لننقذ 000 10 رضيع»، بمبادرة جمعية «سلاسل الحياة»، تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الأميرة للا زينب. وترمي الحملة الوطنية إلى إنقاذ حياة 10 آلاف رضيع، تبعا إلى أن المغرب، يشهد وفاة 10 آلاف رضيع، أوإصابتهم بإعاقة مدى الحياة، سنويا. حسب جمعية الحياة فإن 12 ألف مولود يموتون سنويا من إجمالي 600 ألف مولود، إضافة إلى 700 أم أثناء الولادة وما يقارب 12 ألف أم تعاني من إعاقة، فيما يعاني منها حوالي 24 ألفا من حديثي الولادة. وأضافت الجمعية أنه استنادا إلى هذه الأرقام، تعبأت جمعية سلاسل الحياة لإطلاق هذه الحملة للتعريف بحركات بسيطة للحياة لكنها ضرورية لإنقاذ 10 آلاف من حديثي الولادة وأمهاتهم أثناء عملية الولادة، وتتمثل هذه الحركات في النظافة والحرارة وتسهيل التنفس والرضاعة الطبيعية. ويركز موضوع الحملة على 4 حركات أساسية، تضمن إنقاذ حياة الوليد الجديد وتقيه التعرض لإعاقات مدى الحياة، أولها عنصر النظافة، وتمكين الوليد من الحرارة المناسبة له، مباشرة بعد الوضع، من خلال تنشيفه، ووضعه على صدر أمه، عبر الجلد على الجلد، واتخاذ جميع السبل السريعة لمساعدة الوليد على التنفس، من خلال إزالة الإفرازات من فمه وأنفه، وأخيرا التشديد على إعطاء الوليد حليب الأم، وحده لمدة 6 أشهر، علما أن الرضاعة تحمي الأم من سرطان الثدي بنسبة 28 في المائة، ومن سرطان المبيض ب21 في المائة، كما أنها تحمي المولود من مجموعة من الأمراض، مثل داء السكري، والربو، وأمراض الأذنين، والتعفنات الهضمية. من جهته، أكد رئيس الجمعية مولاي إدريس العلوي أن المغرب يقوم بهذه الحملة منذ ما يزيد عن أربعة عقود، مشيرا إلى أن 3 ملايين مولود جديد، يموتون سنويا عبر العالم، خلال 28 يوما من الحياة، 99 في المائة يموتون في الدول السائرة في طريق النمو، كما أبرز أن مؤشرات الوفيات في الفترة ما بين 1970 و2010 تقلصت بعامل ثلاثة، حيث انتقلت نسبة وفيات الأمهات من 359 وفاة لكل مائة ألف ولادة حية إلى 112، وانخفضت نسبة وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات من 129 إلى 34 وفاة لكل 1000 ولادة حية. وتهدف الحملة التواصلية إلى تمرير رسائل تحسيسية باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية، عبر وسائل الإعلام المسموعة، وتوزيع أزيد من 8 ملايين و200 ألف منشور، و300 ألف ملصق، في عدد من المؤسسات والأماكن العمومية. وذكر رئيس الجمعية أن الأمر يتعلق بمعركة متواصلة تتطلب تعبئة الجميع وخاصة المجتمع المدني، مشيرا إلى أن ذلك ما استدعى إحداث الجمعية في سنة 2011 بهدف تقليص مؤشرات الوفاة بمراعاة حركات بسيطة من شأنها تقليص وفيات الأمهات والرضع بنسبة 75 في المائة. وتفوق نسبة وفيات الأمهات في الوسط القروي، مرتين نسبة الوفيات المسجلة في الوسط الحضري، ب 148مقابل 73 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في الوسط الحضري، وهو ما يفيد استمرار وجود العديد من المفارقات بين الوسط الحضري والقروي، وبين الجهات وبين الأوساط السوسيو اقتصادية، فيما يخص الولوج إلى علاجات التوليد. كما يسجل وفاة 54 طفلا، تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ضمنهم 51 طفلا، يموتون قبل سنتهم الأولى، و38، قبل تخطيهم الشهر الأول من الولادة، وهو ما يمثل نسبة 71 في المائة، حسب المعطيات الرسمية لوزارة الصحة، التي قدمت حولها شروحات مفصلة خلال ورشة تكوينية، نظمتها وزارة الصحة لفائدة الإعلاميين، أول أمس الخميس، حول برنامج المساءلة عن صحة المرأة والطفل. وقال وزير الثقافة، محمد الصبيحي على هامش الندوة، بالجهود التي بذلها المغرب في قطاع الصحة، مشيرا إلى أنه ينبغي تكثيف العمل في مجال حماية حياة الرضع والأمهات بإشراك المجتمع المدني والمواطنين الذين تزايد الوعي لديهم بأهمية الصحة. وأعرب الوزير الصبيحي عن التزام الوزارة بالانخراط في هذه الحملة التحسيسية من خلال الأنشطة الثقافية التي تقوم بها الوزارة عبر ربوع المملكة، وخاصة عن طريق العروض المسرحية والأمسيات الثقافية من أجل تعميم الوعي لدى المواطنين بأهمية حلقات الحياة أثناء عملية الولادة ودورها في حماية آلاف الرضع والأمهات. من جهته، قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، في كلمته بمناسبة إطلاق الحملة التواصلية، أن هذه المبادرة يمكن أن تؤدي إلى نتائج مهمة وتخفض من مؤشر الوفيات، وبالتالي المساهمة في تحسين مؤشر التنمية في البلاد لدى الوكالات الدولية. وأضاف أن الوزارة تعتزم القيام بأنشطة لمواكبة هذه الحملة، وخاصة من خلال إدماج هذه الحلقات الأربعة في مقررات الدراسة لتحسيس الشباب بأهميتها وترسيخها في العقول. وأشار إلى أن نفس الجهود سيتم القيام بها في مؤسسات التكوين المهني حيث يعتبر عدد كبير من المتدربين من أمهات المستقبل، مبرزا استعداد الوزارة للعمل بالتعاون مع الجمعية لوضع برنامج تحسيسي متواصل للتلاميذ والمدرسين. وفي نفس السياق، صرحت السيدة نديرة كرماعي، العامل المنسقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أنه تم إطلاق فكرة هذه الحملة منذ ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بحلم يتحقق ومشروع بدأ يكبر، معربة عن ارتياحها لإشراك المؤسسات والأشخاص العاملين في الحقل الاجتماعي في هذه الحملة. وأضافت أن هذا العمل يتقاطع مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرة إلى أن الحركات البسيطة لحماية الرضع والأمهات من شأنها أن تجنب آلاف الأطفال الإصابة بالإعاقة، والعيش في ظروف عادية. من جهتها، أكدت نائبة رئيس الجمعية، السيدة مريم العثماني، أن هذه الآفة يمكن القضاء عليها من خلال عملية تواصلية وتحسيسية مكثفة بإشراك الجميع، معربة عن ارتياحها للتضامن مع هذه المبادرة من طرف الوزارات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والمقاولات، كل بحسب إمكانياته البشرية والتقنية واللوجستيكية من أجل إنجاح هذا التحدي ضد وفيات الرضع. ورقة تعريفية عن الجمعية تأسست جمعية «سلاسل الحياة»، في سنة 2010 وأشرفت على تنظيم دورات تكوينية لفائدة المولدات بكل من الرباط، وفاس، ومراكش، ووجدة والقنيطرة ثم مكناس، والعديد من مدن المملكة، وتنشط في مجال تقليص نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة في إطار مخطط وزارة الصحة 2008-2012، وخصوصا البرنامج الهيكلي لتسريع تقليص وفيات الأطفال والأمهات. وسبق لها تنظيم عدد من الدورات التكوينية التي نظمت تحت إشراف وزارة الصحة، من أجل تحسين كفاءات المولدات وتحديث مداركهن من أجل التكفل بالرضع سواء أثناء عملية الوضع أو مباشرة بعد الولادة التي تعتبر حساسة جدا بالنسبة للمولود الجديد الذي ينتقل من وضع الرحم إلى الفضاء الخارجي الطبيعي، والذي يلزم معه أخذ الاحترازات اللازمة قصد اجتياز هذه المرحلة الحرجة بنجاح. ويرأس الجمعية البروفيسور إدريس العلوي، أستاذ بكلية الطب بالرباط ورئيس سابق بمصلحة الإنعاش المتعدد الاختصاصات بالمستشفى الجامعي ابن سينا. وتسعى الجمعية إلى المحافظة على التحسن الملموس لدى المؤشرات الصحية الخاصة بصحة الأم والطفل بالمغرب، من خلال تكثيف هذه الجهود وتحقيق خفض وفيات المواليد الجدد من 19 إلى 12 حالة وفاة لكل ألف ولادة حية، عن طريق رفع تغطية الولادات تحت المراقبة الطبية، وكذا تتبع الإجراءات الحديثة والتقنيات المتطورة لدى المولدات في التكفل بالمواليد الجدد أثناء الوضع، في أفق تقليص عدد الوفيات التي تناهز حاليا 112 حالة وفاة في كل 100 ألف ولادة إلى10 وفيات في كل10 آلاف ولادة سنة 2015.