بعد أن حققت الزيارة الملكية لمالي أهدافها في تجسيد التزامات المغرب تجاه هذا البلد، وبعد أن تم توقيع أضخم اتفاق بين البلدين بهدف تحقيق الاستقرار وتجفيف منابع صناعة الأزمات، بصم البيان الختامي على عمق الرسالة السياسية التي صنعتها زيارة جلالة الملك، حيث عبر عن انشغال المغرب المستمر بخصوص الحفاظ على الوحدة الترابية لمالي ودعم مالي لجهود المغرب في تسوية قضية الصحراء. ضرورة المساهمة في التوصل إلى تسوية وتوافق يمكنان من التصدي للحركات المتطرفة والإرهابية التي تهدد على السواء البلدان المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء، هو أحد مضامين البيان الختامي ، حيث هنأ جلالة الملك رئيس مالي على استئناف المفاوضات في باماكو بين مختلف مكونات الأمة المالية ، في إطار حوار وطني شامل يهدف إلى إيجاد تسوية سياسية ونهائية للأزمة التي شهدتها البلاد. البيان المشترك أكد حرص المغرب ومالي على ضرورة إقامة تعاون وثيق ومنتظم من أجل محاربة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء وانخراط جميع الدول والمنظمات الإقليمية الإفريقية المعنية بإشكاليات منطقة الساحل والصحراء، من أجل محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن بالمنطقة، وأشاد قائدا البلدين، بوضع استراتيجية الأممالمتحدة للساحل ، الرامية إلى تقديم إجابة إقليمية وشاملة على التهديدات والتحديات التي تواجه منطقة الساحل والصحراء ، وأكدا على ضرورة أن تنخرط جميع الدول والمنظمات الإقليمية الإفريقية المعنية بإشكاليات منطقة الساحل والصحراء، في آليات تفعيل هذه الاستراتيجية. قائدا البلدين أكدا على أن محاربة التطرف والتشدد الديني، تمر، إلى جانب الجهود الأمنية، عبر التنمية البشرية، وكذا من خلال الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للسكان. وأكد جلالة الملك والرئيس المالي على أهمية الدور الذي تضطلع به المنظمات الإقليمية المعنية كالاتحاد المغاربي ، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وتجمع دول الساحل والصحراء في تطبيق أي استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستقرار المستدام لمنطقة الساحل. المغرب المهتم بتطوير شراكة متميزة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، حظي في البيان المشترك بدعم مالي لإبرام اتفاق تجاري بين المغرب والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا،حيث جدد قائدا البلدين أيضا التزامهما بتقديم دعمهما للجهود الرامية إلى إعادة تفعيل تجمع دول الساحل والصحراء، لتمكينه من الاستجابة للانتظارات المتعددة لأعضائه، بما يخدم السلم ويحقق التنمية لمنطقة الساحل والصحراء. ولأن دور المغرب حيوي في إفريقيا فقد عبر الرئيس المالي عن أسفه لغياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي، مؤكدا لجلالة الملك التزامه بالعمل، باتفاق مشترك مع نظرائه الأفارقة، من أجل عودة المغرب إلى حظيرة المنظمة الإفريقية، كما حظي ملف الهجرة بتنويه مالي لسياسة المغرب الجديدة حول الهجرة وانخراط جلالة الملك في العمليات الإنسانية لفائدة سكان إفريقيا معبرا عن دعمه لإطلاق التحالف الإفريقي للهجرة والتنمية، كإطار جامع يهدف إلى وضع النقاش حول قضايا الهجرة في محيطه الطبيعي المتعلق بالاستقبال والضيافة والكرم، كما عبر عن التزامه بالمساهمة في إطلاق هذه المبادرة ، خاصة من خلال المشاركة في الاجتماع الوزاري المزمع عقده في أبريل القادم.