في ما يلي نص البيان المشترك الصادر بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الملك محمد السادس ، إلى جمهورية مالي. "بدعوة من فخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا، رئيس جمهورية مالي، رئيس الدولة، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، بزيارة دولة إلى مالي من 18 إلى 23 فبراير 2014. وتندرج هذه الزيارة ، في إطار تعزيز علاقات الصداقة والأخوة والتعاون القائمة، ولله الحمد ، بين جمهورية مالي والمغرب. وتأتي امتدادا للدينامية الجديدة التي ضخت في العلاقات الثنائية بفضل الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى مالي في شهر شتنبر 2013 بمناسبة حفل تنصيب فخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب، مرفوقا، خلال هذه الزيارة، بوفد هام ضم عددا من أعضاء الحكومة ومن الفاعلين الاقتصاديين. واستقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس والوفد المرافق له، لدى وصولهم إلى باماكو، من طرف فخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا ، رئيس الجمهورية، رئيس الدولة، وأعضاء الحكومة، ورؤساء مؤسسات الجمهورية، وكذا أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي المعتمد بمالي. وقد خصص لجلالة الملك استقبال شعبي وحماسي. ومكنت هذه الزيارة وفدي البلدين، من إجراء تقييم مستفيض للتعاون الثنائي ، ودراسة سبل ووسائل تنويعه وتقويته وملاءمته مع الوقائع والأولويات الراهنة. وخلال هذه الزيارة ، قام قائدا البلدين، بوضع الحجر الأساس لتشييد مصحة للرعاية ما قبل و بعد الولادة، التي ستتكفل ببنائها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة. ويعكس هذا المشروع، الذي يروم تعزيز الطاقة الاستشفائية بمالي، التزام وتضامن صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة الشعب المالي. كما أشرف قائدا البلدين على إعطاء انطلاقة إنجاز وحدة لإنتاج الإسمنت، وتدشين الشطر المالي من مشروع أسلاك الألياف البصرية الذي يربط بين المغرب وموريتانيا ومالي وبوركينا فاصو والنيجر. وترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا، رئيس الجمهورية، رئيس الدولة، حفل تسليم هبة للحكومة المالية مقدمة من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، تهدف الى تحسين وتطوير قطاع تربية الماشية بمالي، وتجسد التزام المغرب بمواكبة مالي في جهودها الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي. كما ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية مالي ، فخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا، حفل التوقيع على اتفاقيات ثنائية في مجالات تربية الماشية والنقل الجوي والتجارة والصحة والاتصالات والطاقة والتكوين المهني والتمويلات الصغرى والسكن الاجتماعي. وبالنظر لطابعها المتنوع والهام، فإن هذه الاتفاقيات تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين من أجل الرقي به الى مستوى شراكة حقيقية. وخلال هذه الزيارة، أجرى قائدا البلدين مباحثات على انفراد ، في جو طبعته الأخوة، والصداقة والاحترام المتبادل. كما استعرضا العلاقات الثنائية وتبادلا وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. فعلى الصعيد الثنائي، عبر الرئيس ابراهيم بوبكار كيتا وجلالة الملك محمد السادس، عن ارتياحهما للطابع النموذجي للعلاقات بين البلدين، الذي يعكسه بوضوح انتظام المشاورات الحكومية بين الطرفين كما أشادا بتعدد الزيارات من مستوى عال بين البلدين. وفي هذا الصدد، أكد جلالة الملك استعداد المملكة المغربية، لأن تتقاسم تجربتها مع جمهورية مالي في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وبهذا الخصوص، عبر رئيس جمهورية مالي، عن تشكراته لجلالة الملك، لما أبدته المملكة من استعداد لتقديم الدعم والمساعدة في الحفاظ على التراث الثقافي لمالي، وذلك من خلال ترميم المخطوطات وإعادة تأهيل الأضرحة وإعطاء انطلاقة جديدة للحياة الاجتماعية والثقافية وتكوين 500 إمام مالي بالمغرب. كما أشاد فخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا برؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن التنمية البشرية ورفاهية وازدهار القارة الإفريقية، وكذا بجهود جلالته من أجل تشجيع تعاون جنوب- جنوب متضامن وفعال. وقد اطلع فخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا، صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تطور الوضع الاجتماعي والسياسي والأمني في مالي، والذي يتميز باستتباب متزايد للأمن والاستقرار في الشطر الشمالي لمالي، وبالعودة إلى حياة دستورية عادية، من خلال إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وتشكيل لجنة جديدة للحقيقة والإنصاف والمصالحة. وبهذه المناسبة، هنأ صاحب الجلالة الملك محمد السادس فخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا رئيس جمهورية مالي، على حسن تنظيم الانتخابات التشريعية في مجموع التراب المالي، و هي الانتخابات التي شكلت مرحلة هامة على درب تعزيز المؤسسات الدستورية والديمقراطية بالبلاد. وأكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا، رئيس جمهورية مالي، دعم ومساندة المغرب لتفعيل المخطط من أجل الاقلاع المستدام لمالي الذي حظى بدعم المجتمع الدولي خلال مؤتمر بروكسيل الذي انعقد في 15 ماي 2013 حيث يعتبر المغرب عضوا في لجنة المتابعة. كما عبر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من جهة أخرى، عن تهانئه لفخامة الرئيس السيد ابراهيم بوبكار كيتا، على استئناف المفاوضات في باماكو بين مختلف مكونات الأمة المالية ، في إطار حوار وطني شامل يهدف الى إيجاد تسوية سياسية ونهائية للازمة التي شهدتها البلاد. وجدد جلالة الملك التعبير عن انشغال المملكة المستمر بخصوص الحفاظ على الوحدة الترابية لجمهورية مالي و استقرارها، وكذا ضرورة المساهمة في التوصل إلى تسوية وتوافق يمكنان من التصدي للحركات المتطرفة والارهابية التي تهدد على السواء بلدان المغرب العربي ومنطقة الساحل والصحراء. وعبر فخامة السيد ابراهيم بو بكار كيتا، رئيس جمهورية مالي، عن شكره لصاحب الجلالة، ملك المغرب، على انخراطه البناء في تيسير تسوية سياسية للأزمة القائمة في شمال مالي، في احترام للوحدة الوطنية والترابية لمالي. وبما أن الأزمة السياسية -الأمنية في شمال مالي، تتطلب جهدا استثنائيا ومدعوما من أجل إعادة اطلاق التنمية في مناطق شمال مالي، فإن فخامة السيد ابراهيم بوبكار كيتا، ثمن عاليا جهود التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي التي بذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال التوقيع على 17 اتفاقية تغطي عددا من القطاعات بين البلدين. وبهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب و مالي، أعرب قائدا البلدين عن ارتياحهما لانعقاد اللقاء الاقتصادي المغربي المالي، على هامش الزيارة الملكية، ولإقامة مجلس رجال الاعمال وكذا لبرمجة أول منتدى للفاعلين الاقتصاديين. وفي نفس السياق، جدد قائدا البلدين، التأكيد على ضرورة انعقاد الدورة الرابعة للجنة المختلطة العليا للتعاون المالي المغربي في أقرب الآجال. وبخصوص محاربة الارهاب في منطقة الساحل والصحراء، سجل قائدا البلدين بارتياح، التقدم المحرز في هذا المجال، وأكدا على ضرورة إقامة تعاون وثيق ومنتظم. وبهذا الخصوص، أشاد قائدا البلدين، بوضع استراتيجية الاممالمتحدة للساحل ، الرامية إلى تقديم إجابة إقليمية وشاملة على التهديدات والتحديات التي تواجه منطقة الساحل والصحراء . وشددا على ضرورة انخراط جميع الدول والمنظمات الاقليمية الافريقية المعنية بإشكاليات منطقة الساحل والصحراء، في آليات تفعيل هذه الاستراتيجية. كما جدد قائدا البلدين التأكيد على أن محاربة التطرف والتشدد الديني تمر، إلى جانب الجهود الأمنية، عبر التنمية البشرية، وكذا من خلال الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للسكان. وبخصوص الوضع في الصحراء، جدد فخامة الرئيس إبراهيم بوبكار كيتا التزامه بدعم تطبيق القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تؤكد، جميعها، على ضرورة التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع الذي يشكل عرقلة لمسلسل الاندماج الإقليمي والقاري. وأشاد الرئيس إبراهيم بوبكار كيتا بالجهود الجادة وذات المصداقية التي تبذلها المملكة المغربية من أجل المضي قدما نحو تسوية سلمية متفاوض بشأنها ونهائية لهذه القضية. من جهة أخرى، عبر فخامة الرئيس السيد إبراهيم بوبكار كيتا عن أسفه لغياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي، مؤكدا لجلالة الملك محمد السادس التزامه بالعمل، باتفاق مشترك مع نظرائه الأفارقة، من أجل عودة المغرب إلى حظيرة المنظمة الإفريقية. وبعدما نوه برؤية وانخراط والعمليات الإنسانية لجلالة الملك لفائدة السكان في إفريقيا، ثمن فخامة الرئيس السيد إبراهيم بوبكار كيتا، عاليا، نهج المغرب لسياسة جديدة للهجرة، معبرا عن دعمه لإطلاق التحالف الإفريقي للهجرة والتنمية، كإطار جامع يهدف إلى وضع النقاش حول قضايا الهجرة في محيطه الطبيعي المتعلق بالاستقبال والضيافة والكرم، كما عبر عن التزامه بالمساهمة في إطلاق هذه المبادرة ، خاصة من خلال المشاركة في الاجتماع الوزاري المزمع عقده في أبريل القادم. وأكد قائدا البلدين على أهمية الدور الذي تضطلع به المنظمات الإقليمية المعنية كاتحاد المغرب العربي، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وتجمع دول الساحل والصحراء في تطبيق أي استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستقرار المستدام لمنطقة الساحل. وأبلغ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فخامة الرئيس السيد إبراهيم بوبكار كيتا اهتمام المملكة المغربية بتطوير شراكة متميزة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وأكد فخامة الرئيس السيد إبراهيم بوباكار كيتا لجلالة الملك محمد السادس دعم بلاده لإبرام اتفاق تجاري بين المغرب والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا. وجدد قائدا البلدين أيضا التزامهما بتقديم دعمهما للجهود الرامية إلى إعادة تفعيل تجمع دول الساحل والصحراء، لتمكينه من الاستجابة للانتظارات المتعددة لأعضائه، بما يخدم السلم ويحقق التنمية لمنطقة الساحل والصحراء. ولدى استعراضهما لتطور الأزمات والنزاعات في إفريقيا، عبر قائدا البلدين عن قلقهما إزاء تدهور الوضع الأمني والإنساني بجمهورية إفريقيا الوسطى. وأكدا في هذا الصدد، على أن عملية للأمم المتحدة لحفظ السلام ستمكن من مواكبة المرحلة الانتقالية في جمهورية إفريقيا الوسطى واستتباب السلم، والأمن وتحقيق التوافق الوطني في هذا البلد الإفريقي الشقيق. وبخصوص الوضع في ليبيا، أعرب قائدا البلدين عن أملهما في إيجاد تسوية سريعة للأزمة في إطار احترام وحدة وسيادة هذا البلد الشقيق ووحدته الترابية. وبالنسبة للقضية الفلسطينية، أشاد قائدا البلدين بمصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار منح فلسطين صفة دولة ملاحظة، مجددين دعمهما الدائم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة ذات سيادة في حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وبهذه المناسبة، تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس فقدم لفخامة السيد إبراهيم بوباكار كيتا نتائج توصيات الاجتماع الأخير للجنة القدس الذي عقد بالمغرب تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك. وبخصوص سورية، أعرب قائدا البلدين عن أسفهما لاستمرار التصعيد العسكري داعين الفاعلين المعنيين إلى التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم في إطار احترام السيادة والوحدة الترابية والتماسك الوطني. وسجل قائدا البلدين بارتياح ، التطابق التام لوجهات نظرهما حول مجموع القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تم التطرق إليها، وجو التفاهم والثقة والمودة التي ميزت هذه المباحثات. وفي ختام زيارته لمالي، عبر صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ملك المغرب ، عن شكره العميق لفخامة السيد إبراهيم بوبكار كيتا، رئيس الجمهورية، رئيس الدولة، وللحكومة والشعب الماليين على حفاوة الاستقبال الأخوي الذي خصص لجلالته، وللوفد المرافق له. ووجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ملك المغرب، الدعوة لفخامة السيد إبراهيم بوبكار كيتا، رئيس الجمهورية، رئيس الدولة، للقيام بزيارة دولة للمملكة المغربية. وقد قبل فخامته هذه الدعوة على أن يتم تحديد تاريخها باتفاق مشترك عبر الطرق الدبلوماسية"