جمعت صداقة بين المتهم والضحية.. فأعجب الضحية بشقيقة صديقه، وبعد أن قطع جميع مراحل الاستعداد لدخول القفص الذهبي، تزوج من أخت صديقه.. ساعد المتهم الضحية على الهجرة إلى الخارج، فأثمر زواجه بطفلين قبل أن تبدأ النزاعات بين الزوجة والمتهم، حين شرعت في مطالبته بالسفر للعيش معه في الخارج، لكن المتهم رفض. وهو ما أدى بهما إلى اللجوء إلى «أبغض الحلال». وفي أحد الأيام اعترض المتهم سبيل الضحية، عندما كان متوجها بطفلي شقيقته إلى المدرسة.. سدد له طعنة قاتلة بعد معارضته لرؤية طفليه لينتهي به المطاف بيد العدالة… على أنغام الطبل والغيطة وإيقاعات الأغاني الشعبية، زفت شقيقة الضحية إلى بيت زوجها الذي كان له ما يريد حيث تمكن بمساعدة شقيق زوجته من السفر للعمل بالخارج، بجانب صهره الذي كان يأمل أن يعامل شقيقته بالحسنى، بعدما كان زواجه منها مفتاح الفرج عليه. لكنه بعدما حقق حلمه وانفلت من قبضة البطالة، انقلب من «العاشق الولهان» إلى زوج المزاج، كثير التذمر، وهو لايدري أنه يسعى إلى خراب عشه الزوجي بيده، رغم أن زواجه أثمر طفلين. اتسعت الهوة بينه وبين زوجته بعدما بدأت تطالبه بمرافقته للعيش معه في الخارج، وخيرته بين ذلك والطلاق منها. وبعد وصولهما إلى الباب المسدود، جراء تشبث الزوج برفض طلب الزوجة، وهجره لزوجته وطفليه تحمل «حميد»، شقيق الزوجة، مصاريف بيت شقيقته وطفليها،بعد أن ركب أبوهما سفينة التمرد دون أن يعي أن عناده سيجره إلى يد العدالة بتهمة القتل. مصاهرة «ملغومة» بين صديقين جمعت الصداقة بين المتهم والضحية، فأوحت لمن لايعرفهما أنهما شقيقان، وأمام قلة فرص الشغل في مدينة ابتسمت الدنيا فيها لمحترفي تجارة الخمور والمخدرات، وإغلاق العديد من الشركات وتشريد بعض الأسر، وفي خضم هذه الظروف لم يجد الضحية، كغيره من العاطلين بالمدينة، بدا من التفكير في وسيلة للانفلات من قبضة البطالة التي استبدت به وبغيره من الشباب الذين قرروا البحث بصيغة «الممكن والمستحيل» من أجل الهجرة عبر ركوب قوارب الموت، أو عن طريق التوقيع على زواج مختلط بواسطة عقود جعلت اللاهثين وراء تحقيق أحلامهم الوردية بالخارج يقعون في شباك نصابين. لم يكن حظ المتهم أحسن من الضحية، بعدما اشتد ساعده وجد نفسه بين أحضان البطالة والحرمان وفقدان الأمل في غد مشرق. بدأ يتردد على بيت «حميد» بحكم صداقته به. لم يكتف بالاهتمام بصديقه والتركيز على علاقته به، بل أظهر عناية خاصة بشقيقته، بعدما حركت في داخله ميولا عاطفية. أطلق العنان للسانه وبنات أفكاره ليوقع بها في شباكه، خاصة بعدما لم يستطع مقاومة ميله لها، الذي توهج خاصة أنه أعزب، فكيف لا يستغل هذه الفرصة التي قد تقوده إلى الهجرة، بعد أن يعقد قرانه عليها … قرر ملاحقتها بنظراته وكلمات الإعجاب التي كان يرسلها إليها كلما فتحت له الباب أو رافقته عند مغادرته البيت ليصيب الوتر الحساس لديها. ووفق الخطة التي رسمها استمر في محاولاته للظفر بقلب شقيقة الضحية، التي كانت تبحث هي الأخرى عن عريس، لتعيش كبقية النساء، ويكون لها زوج وبيت وأطفال تسعد بهم. بدأ المتهم يعاملها بلطف وحنان، افتقرت لهما منذ طفولتها واهتمام كبير جعلها تميل نحوه، وكلها طرب لما تسمعه من كلماته الرنانة. كان له ما أراد وبدأت شقيقة صديقه تتجاوب معه، وتنتظر أن يحدثها عن نواياه وقصده من اهتمامه الزائد بها، لكي تعبر له عن قبولها لكونه الشخص المحبوب من طرف أفراد أسرتها. ولن تضيع شابة في سن الزواج مثلها هذه الفرصة.. بدأت شقيقة الضحية تتقرب من المتهم، وهو الأمر الذي شجعه ليفاتحها برغبته في ربط علاقة بها، واعدا إياها بالزواج بعد أن تصبح الفرصة سانحة لذلك، وتغدو هي شريكة لحياته على «سنة الله ورسوله». طعنة للخال تريده قتيلا.. كانت الزوجة مثل "الفاكهة الطازجة"، التي آن أوان قطافها، تنتظر من تمتد يده إليها بعدما مارس عليها المتهم أسلوبه الخاص، واحتكمت إلى عواطفها التي قادتها للدخول معه في علاقة قبل أن يتقدم لخطبتها رسميا، وينال طلبه قبول أفراد العائلة ومباركتهم لهذه العلاقة. وبعد مرور مدة على هذه العلاقة التي قطعت أشواطا ومراحل في لمح البصر، زفت «حليمة» إلى بيت زوجها الذي كان له ما يريد، حيث تمكن بمساعدة شقيق زوجته من السفر للعمل بالخارج بجانب صهره الذي كان يأمل أن يعامل شقيقته بالحسنى بعدما كان زواجه منها مفتاح الفرج عليه.. لكنه بعدما حقق حلمه وانفلت من قبضة البطالة انقلب من العاشق الولهان بعد أن خمدت نار عشقه إلى زوج صعب المزاج، كثير التذمر من المشاكل التي حولت بيته إلى جحيم لايطاق بعد مواصلة الزوجة مطالبته بانجاز الوثائق التي تخول لها العيش برفقته بفرنسا. كان زواج المتهم من شقيقة صديقه مفتاح الفرج الذي جعله يفكر في العمل إلى جانب الضحية بالخارج، وهذا ما تأتى له بعدما ساعده شقيق زوجته، الذي غدا ضحية لصهره، على السفر إلى الخارج وتحقيق أحلامه. كان للضحية ما أراد، فهاجر إلى فرنسا هو وصهره. لكن شيئا فشيئا بدأت مغريات الحياة بالخارج تفتح شهيته على حياة أخرى غير التي كان يعيشها برفقة زوجته. وبالمقابل ابتلعت الزوجة واقعها وخيبتها في صمت، رغم البركان الذي ظل يغلي في داخلها. عادت بذاكرتها إلى الوراء حين كان زوجها يطرب سمعها بالكلمات الرنانة حول جمالها الذي أوقعه في غرامها، ليوقع بها في الخيوط التي نسجها حولها، قبل أن تدرك بأنها وقعت في الخديعة التي عكرت صفو حياتها، وحولتها إلى امرأة غير راضية على عيشتها ونصيبها، متذمرة من جحود زوجها، ونكرانه للجميل الذي جعله ينفلت من براثين البطالة والأزمة بعدما أصبح له دخل يوفر له ضروريات الحياة وحتى بعض كمالياتها . تحولت الصداقة بين المتهم والضحية إلى عداوة بعد المشاكل التي دبت في حياة شقيقة الضحية. وبدأ الزوج/ المتهم يكن لصهره/الضحية حقدا دفينا، بعدما بدأ يجره الحنين لطفليه دون القدرة على التمتع بالعيش معها تحت سقف بيت واحد. أما «حميد» فشعر بالندم على قبول صديقه زوجا لشقيقته. لكن ندمه جاء متأخرا، ولم يكن بيده سوى الاستمرار في رعاية طفلي شقيقته وكأنهما من صلبه. وفي أحد الأيام، وبينما كان «حميد» يرافق طفلي شقيقته في اتجاه المدرسة، اعترض سبيله صديقه وصهره «سعيد»، طالبه بأبنائه قبل أن يشهر سلاحه الأبيض من حجم 25 سنتمترا في وجهه. وبعد اشتداد الخلاف بينهما سدد له طعنة قاتلة، أطلق على إثرها «حميد» صرخة كسرت الأجواء العادية التي كان يعيش علي إيقاعها الحي.. لقد قتل الصهر شقيق زوجته، أمام أبنائه. مصرع الأخ على يد صديقه وصهره اجتمع حشد من الفضوليين المارين والمتبضعين بدكاكين الحي والتلاميذ وأولياء أمورهم، بعدما أثار انتباههم وجود رجال الأمن وسيارة الإسعاف. كان الهدف تقصي الخبر من مصدر مطلع على خبايا ما يجري. ظل من شدهم الحاد ث يستفسرون عن الواقعة، وظلت عيونهم تراقب المشهد المثير، وهم يطرحون عدة احتمالات حول أسباب هذا الوجود الأمني «غير العادي». لم تشف تلك الاحتمالات غليلهم، وتركوا الحسم في أمرها إلى اللحظة التي عاينوا مغادرة الضحية محمولا على النقالة في اتجاه سيارة الإسعاف التي انطلقت بسرعة إلى المستشفى. غادرالصهر/ المتهم مسرح الجريمة دون أن تطوله يد رجال الأمن، واستقر خارج فاس حيث نسج خيوطه حول امرأة أخرى وتزوج بها دون التفكير في العواقب التي يحتمل أن تفسر على تكوينهم لأسرة جديدة، بعد أن ظل فارا من العدالة. ومع مرور الأيام تم إيقافه أثناء إحدى الحملات الأمنية، حيث كان عليه الخضوع للبحث بعدما شك أحد رجال الأمن في أمره. وعن طريق تنقيطه بالناظم الآلي، تبين أن المستجوب مبحوث عنه في جريمة قتل وقع شقيق زوجته ضحية لها. تمنى لو أن الأرض انشقت وابتلعته، على تكون نهايته بيد رجال الأمن، متهما بجريمة قتل ستقوده إلى السجن ليقضي سنوات بعيدا عن أبنائه. وبعد رحلة تفكير استرجع خلالها كيف قادته مصاهرة صديقه إلى الانفلات من قبضة البطالة، ثم الانفلات لاحقا كذلك من الزواج دون خسائر. لكنه في الأخير تيقن أنه خسر كل شيء، ولم يبق بيده سوى تحمل نتيجة ما اقترفت يداه بعدما أحيل على العدالة، مطوقا بتهمة جريمة قتل عمدية انعكس صداها وتأثيرها على حياة وصحة أفراد أسرة الضحية، فمنهم من فارق الحياة حاملا معه ذكريات أليمة، ومنهم من فقد قواه العقلية ومنهم من ارتمى في أحضان الانحراف…