مكونات اليسار الديموقراطي الثلاثة، الحزب الاشتراكي الموحد، حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي تقطع كل المسافات و تدخل المرحلة الأخيرة قبل الإعلان الرسمي عن ميلاد فيدرالية اليسار، فبعدما أنهت الجولة الأولى، التي خصصتها لاستقبال ودراسة مقترحات القواعد الحزبية بخصوص الورقتين السياسية والتنظيمية للتنظيم الجديد، رسم المكتب التنفيذي لفيدرالية اليسار في اجتماع له الأحد الماضي، خارطة اللقاءات الجهوية المقبلة، التي ستخصص للتعريف بالمشروع الجديد وآفاقه المستقبلية. الهدف من هذه اللقاءات التي ستسبق الإعلان النهائي عن فيدرالية اليسار، تقول نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، هو «فتح النقاش حول الأرضية السياسية لفيدرالية اليسار مع الفعاليات الديموقراطية»، فبعدما قطع إعداد الوثيقتين السياسية والتنظيمية كل المراحل، «حان الوقت لعرض المشروع للنقاش أمام العموم»، تضيف منيب. الخطوة الأخيرة في مسار الاستعدادات، والتي أكدت منيب أنها ستنطلق بداية من الأسبوع المقبل بتنظيم لقاءات جهوية مشتركة ستقود رفاق منيب وعبد الرحمان بن عمرو وعبد السلام العزيز إلى الجهات، «ستستمر إلى غاية الإعلان عن ميلاد فيدرالية اليسار في العاصمة الرباط في 24 من مارس المقبل»، وتقول منيب، والتي ستكون مفتوحة في وجه الجميع من «هيآت مدنية وسياسية وحزبية ونقابية» تؤكد الأمينة العامة لحزب «الشمعة». الأستاذة الجامعية لشعبة البيولوجيا، وبعدما اعتبرت خطوة تأسيس فيدرالية اليسار في «غاية الأهمية» في الظرفية الحالية، والتي تتسم ب«تشرذم اليسار»، لم تخف أملها في أن تتوسع المبادرة لتشمل أحزاب أخرى، لكن شريطة أن «تتقاسم نفس المواقف والرؤى»، تؤكد الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، التي شددت على أن فضاء فيدرالية اليسار سيبقى «منفتحا على كل الأحزاب والهيآت التي تتلاقى معها في الحد الأدنى من المواقف»، لتبقى الغاية المنشودة في نظر المسؤولة الحزبية، هي تشكيل «جبهة ديمقراطية تكون قادرة على ترجيح ميزان القوى لصالح بناء مجتمع ديمقراطي حداثي». وإذا كانت منيب قد أكدت أن الأحزاب المشكلة لفيدرالية اليسار ستبقى محافظة على استقلالها الكامل، حسب ماتنص عليه الورقة التنظيمية لمشروع الفيدرالية، ففي تصريحاتها ل«الأحداث المغربية»، وبعدما عبرت عن استيائها للوضع الذي تعيشه الأحزاب اليسارية اليوم، فإنها لا تخفي أملها في أن يشكل مشروع فيدرالية اليسار «فضاء لإعادة ترتيب البيت اليساري من جديد»، والذهاب به أبعد، مؤكدة على أن «ما يجمع أحزاب اليسار أكثر مما يفرقها».