عانى كريم غلاب رئيس مجلس النواب صبيحة أمس الثلاثاء في ضبط جلسة المساءلة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة. نواب حزب الاستقلال، حاولوا في بداية الجلسة إغراق الجلسة بنقاط النظام. نور الدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب دعا في بداية الجلسة إلى الالتزام ببرنامج الجلسة دون الخروج عن موضوع التساؤلات التي تطرحها الفرق البرلمانية. رئيس الفريق الاستقلالي قال إن رئيس الحكومة خرج في الجلسة السابقة عن موضوع الأسئلة ليكيل الاتهامات لحزب الاستقلال بتهريب الأموال دون أن يكشف عن لوائح هؤلاء المهربين. عبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية رد بقوة على مضيان معتبرا أن مجلس النواب يشهد لأول مرة نقطة نظام وقائية. عبد الله بوانو وكمن استشعر خطوة انسحاب الاستقلاليين من الجلسة قال إن "هذه الجلسة جلسة دستورية وعلينا أن ننجحها". عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة طلب الكلمة، فمكنه رئيس مجلس النواب كريم غلاب منها، ليعتبر أن "رئيس الحكومة يحضر هنا ممثلا للحكومة ويقول ما يعتقد أنه صحيح ولا يمكن أن تقع نقاط النظام حول ما يقوله". تدخل رئيس الحكومة في نقطة نظام أثارت سخط النواب الاستقلاليين. عبد الله البقالي النائب عن الفريق الاستقلالي طلب نقطة نظام هو الآخر معتبرا أن تدخل رئيس الحكومة في إطار نقطة نظام يعد سابقة فريدة في تاريخ البرلمان المغربي بعدما انتقلت نقاط النظام من حق حصري للنواب البرلمانيين إلى الحكومة. الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني طلب نقطة نظام، رفضها هذه المرة رئيس مجلس النواب وهو ما جعل الشوباني يثور في وجهه معتبرا أن منعه من الكلام "ماشي معقول". غلاب انتفض في وجه الشوباني طالبا منه احترام تسيير الجلسة وعدم مخاطبة الرئيس بهذه العبارات. نواب الاستقلاليين ساندوا غلاب في مواجهته مع الشوباني، بل إن بعضهم دعا مستهزئا الشوباني لتسيير الجلسة. نواب الاتحاد الاشتراكي ساندوا نواب حزب الاستقلال وحلفاءهم في المعارضة في المطالبة بالكشف عن مهربي الأموال. رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب أحمد الزايدي طالب رئيس الحكومة في إطار التعقيب بالكشف عن لائحة مهربي الأموال، معتبرا "أن نواب الاتحاد الاشتراكي في انتظار كشف الحكومة عمن هرب أموال المغاربة". وهو ما أجاب عنه رئيس الحكومة بصيغة غير مباشرة فيما بعد بالقول "إنه لن ينجر للاستفزازات حتى وإن كانت دبرت بليل" في إشارة للاجتماع الذي ضم قادة المعارضة ليلة أول أمس الإثنين. حميد شباط الأمين العام ونائب حزب الاستقلال قابل كلام ابن كيران بالتصفيق وهو ما أثار انتباه الحاضرين من نواب ومن تابع الجلسة.