انطلقت الجلسة الشهرية بالبرلمان بسجال بين المعارضة، متمثلة في حزب الاستقلال، والأغلبية ممثلة بالعدالة والتنمية، في شخص رئيس فريقه من جهة، ليمتد، من جهة أخرى إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ورئيس مجلس النواب عبد الكريم غلاب. انطلق السجال بعد أن أرخت تصريحات سابقة لبنكيران بظلالها على جلسة أمس، إذ طالبت المعارضة غلاب بتطبيق النظام الداخلي، وتنبيه رئيس الحكومة إن زاغ في جواب عن أحد الأسئلة المبرمجة في الجلسة الشهرية، كما سبق في الجلسة الأخيرة، التي اتهم فيها بنكيران حزب الاستقلال بأنه يضم أشخاصا فاسدين قاموا بتحويلات مالية إلى الخارج دون احترام الضوابط القانونية المنصوص عليها في مكتب الصرف. وقال نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب في نقطة نظام "إن السهر على حسن سير الجلسة الشهرية من طرف رئيس مجلس النواب هو الضامن، حتى لا تزيغ عن الدور المنوط بها وتمر في احترام تام لمقتضيات الدستور"، منددا بما حدث في الجلسة الشهرية السابقة التي تناولت موضوع الحوار الاجتماعي، وقال "إنها جلسة لا ترقى إلى مستوى هذه المؤسسة الدستورية". وأضاف أن حزب الاستقلال قام بدوره الدستوري والقانوني بعدما طلب من رئيس الحكومة الكشف عن المهربين الذين تحدث عنهم. وأكد أن حزب الاستقلال مدعوما بأحزاب المعارضة، توجه إلى القضاء لتبيان حقيقة ما ادعاه رئيس الحكومة. من جهته قال عبد الله بوانو، عن العدالة والتنمية، في نقطة نظام مماثلة "إن هذه الجلسة تعرف لأول مرة نقطة وقائية، ونحن حريصون على أن تمر الجلسة الدستورية كما هو منصوص عليه في القانون التنظيمي لمجلس النواب". وأضاف أنها المرة الأولى التي تطلب نقطة نظام وتوجه إلى الحكومة وليس كما هو منصوص عليه في النظام الداخلي. وفي رده على استغراب فريق العدالة والتنمية، ذكر غلاب أن تنظيم الجلسة يمر كما هو منصوص عليه في الدستور، مؤكدا أن يكون جواب رئيس الحكومة منسجما مع السؤال المطروح عليه في الجلسة. والتمس غلاب من عبد الإله بنكيران أن يتقيد بالدستور ويلتزم بموضوع السؤال المبرمج في الجلسة الشهرية. تنبيه غلاب استفز رئيس الحكومة الذي أخذ الكلمة دون أن يعطيه الإذن بذلك وقال "إن رئيس الحكومة يقول ما هو مقتنع به"، إلا أن غلاب رد عليه "ليس لرئيس الحكومة الحق في طلب نقطة نظام". رد غلاب أثار حفيظة التحالف الحكومي، لينطلق سجال بين الأغلبية والمعارضة حول أحقية تناول رئيس الحكومة لنقطة نظام. وبعد فترة هدوء تمكن عبد الهة البقالي، عضو الفريق الاستقلالي، من أخذ نقطة نظام وتهكم فيها على جواب رئيس الحكومة، قائلا "نسجل سابقة في التاريخ الدستوري للمؤسسات بالمغرب"، متأسفا أن يسمع ما قاله رئيس الحكومة الذي لمح فيه إلى أن الحكومة خارج رقابة البرلمان.