انخرطت الجهات المسؤولة محليا بمراكش في سباق محموم ضد الساعة، وهي تجاهد لمواكبة التحركات الملكية، ومداراة عورة المشاكل والإكراهات التي تتخبط بها مجمل فضاءات المدينة بأشغال آخر ساعة، في محاولة لتلميع الواجهة. من المنطقة السياحية جيليز حيث أدى جلالة الملك صلاة الجمعة، مرورا ببعض المواقع التي تعودت على مرور السيارة الملكية، وصولا إلى بعض الجماعات المحيطة بالمدينة كالأوداية وسعادة، ظل أهل الحل والعقد بالمدينة الحمراء، يسابقون عجلة الزمان، ويعملون على تسخير عشرات العمال والآليات، لتجفيف منابع المشاهد المقززة من حيث انتشار الأزبال والأتربة والحفر ومختلف أصناف مظاهر الاختلالات. أحياء بكاملها لم يعرف الترصيف إليها سبيلا على امتداد عقود، وجدت أخيرا طريقا لها للتعبيد والإصلاح، وفضاءات ظلت تئن تحت وطأة انتشار ركام الأزبال والأتربة حين تحولت في غفلة من الجميع إلى مطارح لتجميع كل مازاد عن الحاجة، أصبحت بقدرة قادر مركز اهتمام لجميع الجهات. القدرة على تغيير واقع الحال في رمشة عين، امتد لاستنبات بعض أشجار النخيل ومختلف أنواع الأشجار بفضاءات ظلت وعلى امتداد عقود خارج دائرة اهتمام جميع المصالح والجهات المسؤولة بالمدينة. ويرى بعض المتتبعون للشأن المحلي بعاصمة النخيل، أن التحركات الملكية السريعة، على مستوى تدشين بعض المشاريع التنموية، أو في زيارات وجولات خاصة، وضعت الجميع في حيص بيص من أمرهم، وجعلت القيمين على الشأن المحلي بمدينة الرجالات السبع، يجاهدون لمواكبة هذه التحركات والنهوض بأعباء تهيئة الفضاءات الواقعة في مرمى الزيارات المولوية، بهمة ونشاط غير معتادين. لم يعد أحد يتعذر بقلة الإمكانات، أو غياب الوسائل والحاجيات. وظهر جليا أن مجمل هذه الذرائع لم تكن سوى مطية يحتمي بها بعض من أسند إليهم أمر تدبير وتسيير الشأن المحلي، لتبرير تقصيرهم في النهوض بواجباتهم. ولم ينفع ركام الشكايات التي سبق للعديد من ساكنة الأحياء والفضاءات، في تحريك عجلة أشغال التهييء، وتخليصهم من النفايات والحفر، مع امتداد المعاناة إلى غياب الإنارة العمومية على مواقع أخرى. وكان ضروريا انتظار الزيارة الملكية، حتى يتحرك مسؤولو المدينة، وينخرطون في عمليات إصلاح وتلميع لهذه الواجهات، مع تسخير إمكانات هائلة لتغيير واقع الحال. إسماعيل احريملة