حصيلة إيجابية أعادت الثقة لسكان حي بني مكادة القديمة ، حين رحبوا بما قامت به شرطة طنجة ، صباح أمس ، خلال مداهمة قوات الأمن لأحد أشهر مقالع ترويج المخدرات القوية بالمدينة. إنجاز كبير حققته المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن طنجة ، بعدما تمكنت عناصرها من إيقاف أكبر المروجين للهيروين ، صدرت في حقهم عدة مذكرات بحث محلية ووطنية ، من أجل تكوين عصابة إجرامية والاتجار في المخدرات الصلبة. عدد الموقوفين خلال هذه العملية بلغ ستة أشخاص ، تم وضعهم تحت الحراسة النظرية ، من بينهم أربعة إخوة من أفراد عصابة " كينو " ، أكبر تجار " الغبرة " بالمنطقة ، إلى جانب الملقب ب " البعزة " ، الذي سبق له أن تمكن من الفرار قبل أشهر من قبضة الأمن وهو مقيد بالأصفاد ، بعد تصدي عصابته لتدخل عناصر الشرطة. هذه العملية نفذها حوالي 30 عنصرا من الشرطة القضائية ، عند حوالي الساعة السادسة من صباح أمس الجمعة ، بعدما تم تطويق حومة مبروكة ببني مكادة القديمة ، التابعة للمقاطعة الحضرية السواني ، قبل أن ينفذ الهجوم على مروجي المخدرات لحظة استعدادهم لاستقبال زبنائهم من المدمنين ، حيث نجحت عناصر الأمن في مطاردة المبحوث عنهم وإلقاء القبض عليهم رفقة مجموعة من المستهلكين وبحوزتهم كميات مختلفة من جرعات الهيروين. المروجون وأفراد عصاباتهم الذين كانوا ينتشرون بأزقة الحي المذكور ، واجهوا عناصر الشرطة باستخدام القوة ، ودخلوا في اشتباك معهم ،مستعملين السيوف والحجارة والزجاج وقنينة الغاز ، بعدما رفضوا الاستسلام، مما كاد يلحق إصابات في صفوف الأمنيين لولا يقظتهم وإصرارهم من أجل وضع حد لممارسات هذه العصابة الإجرامية. الزنقة التي شهدت هذه المواجهات اشتهرت بترويج " البابيلات " ( جرعات الهيروين ) ، بعدما تم اختيارها بعناية نظرا لتوفرها على أكثر من منفذ ، كما يصعب مراقبتها عن بعد ، وينتشر بمداخلها مجموعة من الأشخاص مدججين بالسيوف ،يعملون لحساب المروجين ، مهمتهم حمايتهم والتصدي لكل اعتداء قد يتعرضون له خلال فترة البيع ، التي تستمر من السابعة صباحا إلى الثانية بعد الظهر ، ويحصلون على تعويضات يومية تتراوح ما بين 100 و200 درهم ، فيما يصل أجر البائع حوالي 500 درهم ، أما صاحب الموقع وهو شخص معروف بالمنطقة بلقب " كينو " ، وظل مبحوثا عنه منذ مدة ، فيقدر نصيبه بألفي درهم تصله كل يوم. يحكي العديد من المدمنين عن معاينتهم أكياسا من الأموال من مختلف الفئات النقدية، تنقل من موقع البيع في فترات متقطعة لفائدة المروج الرئيسي، ويقدرون أعداد المستهلكين الذين يزورون هذه النقطة يوميا بأزيد من 300 مدمن ، ويتم ترويج حوالي نصف كيلوغرام من الهيروين في الصباح ( غرام واحد يوفر ست بابيلات ) ، وتصل مداخيل المروجين ما يناهز 15 ألف درهم في ظرف أقل من 8 ساعات. إيقاف هذه المجموعة التي ظلت تنشط في تجارة المخدرات القوية طيلة السنوات الأخيرة ، وتتحدى الشرطة من خلال فرض سيطرتها على حي مبروكة ، اعتبره سكان المنطقة مؤشرا إيجابيا على عودة الأمن لبسط نفوذه أمام ما صارت تعيشه عدة أحياء من انتشار واسع للسموم البيضاء . محمد كويمن