اتخذت ثورات اليوم أشكالا بعيدة تمام البعد عما كان سائدا في الماضي. انطلقت الشراراة الأولى لأهم الأحداث السياسية التي عاشتها الساحة العربية أخيرا من على صفحات موقع “الفيس بوك” الذي لا يعترف بحواجز أو تأشيرات، كما لا يضع في حسبانه “هراوات” العساكر أو صفارات حظر التجول.. بدأ ربيع الدول العربية من الصفحات الإلكترونية، قبل أن ينتقل إلى الميادين والساحات العمومية التي شهدت معارك حرية أسقطت رموز الحكم في مصر وتونس.. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن واقع حال الفن في الدول العربية لا يسير بعيدا عما تسير وفقه راهن السياسيات العربية. فصفحات “الفيس بوك” تتيح اليوم فرصة جيدة لمحبي الفنانين وعشاقهم للإعلان عن أخبارهم وجديد أنشطتهم وتحركاتهم وأحدث أعمالهم الفنية وصورهم وحواراتهم المنشورة على المواقع الإلكترونية أو المطبوعات، أو فيديوهات للقاءاتهم وحفلاتهم المصورة.. ولعل المثير للانتباه، هو أن مهمة صفحات محبي الفنانين، تجاوزت مسآلة المواكبة وحملت على عاتقها مسألة الدفاع، وباستماتة، عن بعض الممارسات التي قد يتعرض لها الفنان ضيف الصفحة.. حيث لم تعد الحاجة ماسة اليوم بالنسبة إلى الفنان العربي إلى الانضمام لنقابات للدفاع عن وضعيته والمطالبة بحقوقه، نظير مبلغ سنوي يدفعه للحصول على بطاقة عضوية في إحدى هاته الهيآت لتكون لسان حاله.. أصبحت المسألة أقل يسرا من وربما أكثر فاعلية من الأمس، حيث يتولى المهمة معجبو الفنان الذين يتخذون مبادرات لإحداث صفحات على موقع “الفيس بوك”، تنقل عبرها أصواتهم واحتجاجاتهم على غرار ما يقع حاليا في صفحة محبي الفنانة المغربية لطيفة رأفت على الموقع نفسه .. محبو لطيفة أعلنوا احتجاجهم وغضبهم على القناتين المغربيتن، لعدم نقلهما لحفلها ضمن طبعة مهرجان “موازين” الأخيرة، معتنين في السياق ذاته بنشر كل ما من شأنه دعم مطالبهم اتجاه فنانتهم المفضلة.. وعلى نهج محبي الفنانة لطيفة رأفت، فقد أحدث معجبون آخرون بفنانين مغاربة صفحات خاصة ببعضهم على موقع “الفيس بوك”، تعنى بجديد أخبارهم وتحركاتهم الفنية وأحدث أعمالهم.. ونذكر منهم وعلى سبيل المثال لا الحصر، المطربات سميرة بنسعيد وهدى سعد وأسماء لمنور ونعمان لحلو ومحمد رضا والنوري إضافة إلى الممثلين رشيد الوالي وسهام أسيف وماجدة خير الله.. حيث لكل هؤلاء معجبوهم، الذين يعلنون من خلال هاته الصفحات عن آرائهم وأفكارهم من داخل مساحات مفتوحة شعارها الوحيد حب هذا الفنان أو ذاك، بعيدا عن انتظارات نقابية أو خطوط رقابية أو حسابات ذاتية.. إنه زمن “الفيس بوك” وناسه، فهلموا جميعا أيها الفنانون المغاربة لإحداث صفحاتكم الرسمية الخاصة بكم ومزيدا من المثابرة يا معشر محبي ومعجبي كل هؤلاء، في حرب ضروس تدور رحاها في ساحات “الفيس بوك” التي تقبل الكل.. يكفي فقط الكبس على عبارة “كونفيريم”.. إكرام زايد