بعدما أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون في أكتوبر الماضي، أن وزارته منكبة على إعداد استراتيجية عمل جديدة تهم التنسيق مع كل الفاعلين بشأن التحركات الدبلوماسية ذات الصلة بالقضايا الوطنية، صلاح الدين مزوار يكشف أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء، عن جزء من هذه الاستراتيجية، يتمثل في مقاربة جديدة للدبلوماسية الاقتصادية. مزوار، الذي كان يتكلم في لقاء بمقر الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أوضح أن المقاربة الجديدة أن «تستجيب للتحولات التي يعرفها المناخ الاقتصادي بالمغرب»، حيث أكد أن من بين العمليات التي سيتم اتخاذها بهذا الخصوص، « إحداث خلية للذكاء الاقتصادي وكذا لجنة عمل استراتيجية ستضم الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومجموع الوزارات المعنية». وزير الاقتصاد والمالية السابق في حكوومة عباس الفاسي، أضاف أنه اعتبارا لتطور ظرفية المغرب وتطلعاته، تعتزم وزارة الشؤون الخارجية تغيير المقاربة ووضع الجانب الاقتصادي في صلب استراتيجيتها بالنظر إلى أهمية هذا الجانب في تدعيم الروابط بين البلدان، مشيرا إلى أن الوزارة ستلعب دورا موحدا في هذا الإطار بحكم وجودها عبر شبكة تتكون على الخصوص من السفارات والقنصليات. ولم يتوفر مزوار في الكشف عن تفاصيل استراتيجية العمل الجديدة التي أعدتها وزارته عند هذا الحد، بل أكد الوزير على أهمية توجيه مهام الوزارة نحو «مقاربة الزبون» وإعطاء دفعة جديدة للدبلوماسية الاقتصادية مع إفريقيا كأولوية، مشيرا إلى أنه سيتم التركيز على مواكبة المستثمر المغربي في جميع الأطوار وحتى بعد توقيع الاتفاقات. وبدورها، دعت رئيسة الاتحاد مريم بنصالح شقرون إلى وضع الآليات الضرورية التي تمكن الدبلوماسية الاقتصادية من لعب دور ثلاثي يتمثل في توفير المعلومات عن المغرب، وعملية الاستكشاف لجلب الاستثمارات، والذكاء الاقتصادي الفعال. وإذا كانت وزارة الخارجية والتعاون قد أعدت خطة عمل جديدة على المستوى الدبلوماسي للدفاع عن مصالح المغرب، فإن رئيسة الباطرونا، أعربت عن استعداد الاتحاد لتعبئة أعضائه وفيدرالياته ولجانه لخلق خلية مشتركة مع الوزارة للتفاعل مع الشبكة الدبلوماسية، مشيرة إلى أن هذه الرؤية الجديدة تنسجم مع تطلعات رؤساء المقاولات المغربية في استكشاف أسواق جديدة من أجل مزيد من التبادل التجاري وفرص الأعمال.