اختتمت مساء السبت فعاليات الدورة الثالثة للملتقى السينمائي لمكناس بالإعلان عن الأفلام المتوجة في مسابقة الفيلم القصير التي عرفت تنافس 17 فيلما تمثل تجارب مختلفة في هذا النوع من الأفلام السينمائية وقد منحت لجنة التحكيم التي ترأسها السنفيل المعروف ادريس القري الجائزة الكبرى للملتقى لفيلم «رصيف القدر» للمخرجة أمينة السعدي وجائزة الإخراج لفيلم اتفاقية زواج للمخرج نور الدين الغماري بينما توجت بجائزة السيناريو فيلم باب السما للتهامي بوخريص ومنحت شرف نيل الجائزة التي تحمل اسمها لفيلم و«أنا» للحسين شاني. ونوهت لجنة التحكيم بشريطي «القردانية» و«ألوان الصمت» لكل من لعبد اللطيف فاضيل و أسماء المدير. كما عرف اليوم الختامي توزيع مجموعة من الشواهد التقديرية على العديد من المشاركين في الملتقى. وكان اليوم الأول من الملتقى قد تميز بتكريم أحد رواد السينما المغربية المخرج حميد بناني ابن مدينة مكناس ومبدع التحفة السينمائية وشمة وصلاة الغائب والطفل الشيخ و أعمال أخرى على الشاشة الصغيرة. وقد افتتح حفل التكريم بكلمة تقديمية وشهادة في حق المحتفى به من توقيع رئيس لجنة التحكيم ادريس القري اعتبر فيها حميد بناني سقراط السينما المغربية والرجل الذي دشن مسيرة الفيلم المغربي، معتبرا أن بداية السينما المغربية يمكن أن يؤرخ لها بفيلم وشمة باعتباره أول فيلم تتوفر فيه عناصر ومواصفات الفيلم السينمائي الذي يمنح نفسه للتحليل. المخرج حميد بناني في كلمة بالمناسبة، عبر عن فخره بانتمائه إلى العاصمة الإسماعيلية وجذوره المكناسية معلنا عن قراره العودة للاستقرار بمسقط رأسه مكناس بعد عقود من الإقامة خارجها وتصويره فيلمه السينمائي المقبل بها. ولم يفته بالمناسبة أن يستعرض بعضا من تكوينه الفلسفي والأدبي وأيضا المخرجين والفلاسفة الذي تأثر بهم و على رأسهم المخرج الإسباني لوي بنيول والفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر، مؤكدا على الأهمية البالغة للخلفية الثقافية الفلسفية والأدبية في إبداعه ومساره السينمائي. وفي ختام حفل التكريم سلم درع الاحتفاء للمخرج حميد بناني كما تم عرض فيلمه الشهير وشمة لجمهور الملتقى. وشهد اليوم الثاني من الملتقى تنظيم ورشة تكوينية في السيناريو والمونطاج لفائدة الطلبة والمهتمين من تأطير المخرج المغربي ربيع الجوهري كما عرف تنظيم لقاء مفتوح بين الجمهور والمخرج حميد بناني استعرض فيه بعضا من مسيرته السينمائية وأجاب فيه عن تساؤلات واستفسارات الحضور. وقد شكلت الدورة الثالثة من الملتقى السينمائي لمكناس مناسبة لتعرف جمهور المدينة وعشاق السينما والفاعلين في الفضاء الجمعوي المحلي والجهوي على تجارب مختلفة في الإبداع السينمائي وخاصة صنف الفيلم القصير بالنظر لعدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للملتقى، كما شكلت فرصة للقاء بين المبدعين وأيضا لطرح العديد من إشكاليات الإبداع السينمائي و تنظيم المهرجانات والملتقيات عبر مختلف الجهات والمناطق.