صباح هذا اليوم سيكون الموقوفون على موعد متجدد بالنسبة إليهم، يمثلون فيه أمام النيابة العامة بالمحكمة الزجرية بالدارالبيضاء.. موعد لم يكن الأول، لأن أقدامهم ألفت رحلة تقودهم إلى المحاكمة، التي تنتهي بالإدانة.. وعندما لا يتحقق الردع، يجدون أنفسهم من جديد ضيوفا على زنازين الاعتقال بعد التوقيف، لاحترافهم «تجارة غير مشروعة» تخرب العقول، وتحطم الأجساد. انطلقت الحكاية من عربدة لأشخاص تجاوز عددهم عشرة أفراد، ذكورا وإناثا.. لعبت الخمرة برؤوسهم فلم يعودوا يدركون ما كان يصدر عنهم من فوضى وضجيج ارتفعت أصداؤها حتى بلغت إلى أقصى مدى. لم يكن الأمر ليمر دون تدخل عناصر الدرك الملكي التي أوقفت المخمورين، وفتحت تحقيقا معهم، كانت معطياته بداية للإمساك بالخيط الرابط بين وصول الخمرة إلى أيدي المعربدين بتراب منطقة أولاد صالح. هذه خلاصة العملية التي أشرف على تنفيذها حسب مصدر مطلع مركز الدرك الملكي «أولاد صالح» بضواحي الدارالبيضاء. فمساء الجمعة الماضية أثارت الفوضى التي كان يحدثها شبان، ذكورا وإناثا، بدوار «جوالة» التابع لجماعة «أولاد صالح» الانتباه، وعندما عملت عناصر الدرك الملكي على التدخل وإيقاف المعربدين الذين وصل عددهم إلى 10 أشخاص، بينهم ثلاث فتيات، صرحوا أنهم اقتنوا الخمور من مزودين معروفين على صعيد المنطقة، أحدهما يوجد ب «دوار السحابات» التابع لجماعة النواصر، والثاني يوجد ب «جماعة سيدي المكي» التابعة لإقليم برشيد. تحركت عناصر درك أولاد صالح في الاتجاهين معا، لكن المفاجأة التي توصلت إليها أن مزود المدمنين الكائن ب «دوار الصوافة» بجماعة «سيدي المكي» كان يشرف على معمل تقليدي سري، أعده بأحد المستودعات، احتصنه رفقة آلياته، التي تتجلى مهمتها الأساسية في تقطير «ماء الحياة» بكميات كبيرة، بعد أن كان يهيئ لها جميع المستلزمات، حيث تم توقيف المروج المسمى «بوشعيب» الذي يبلغ حوالي 40 سنة من العمر. لم تكن عملية المداهمة «سهلة ولا هينة» كما صرحت بذلك لجريدة «الأحداث المغربية» بعض المصادر التي تتبعت أطوارها، حيث لقيت عناصر الدرك الملكي بمركز «أولاد صالح» مقاومة عنيفة من المروج الذي أبدى تعنتا في الرضوخ، متوسلا بالتهديد والوعيد، مستغلا سكينين أحدهما في حجم السيف. وب «دوار السحابات» بجماعة النواصر تمكنت عناصر الدرك الملكي «أولاد صالح» من إيقاف مروج للخمور بطرق غير قانونية، يبلغ من العمر حوالي 33 سنة، كان يقتني كميات كبيرة من المشروبات الروحية التي يعيد ترويجها لدى زبائنه من المدمنين كلما أرخى الليل بسدوله على المنطقة، حيث كان بعض المدمنين من مركز «أولاد صالح» يلجؤون إلى خدماته، لاقتناء مستلزمات "البلية". وقد أسفرت العمليتان عن حجز 956 قنينة جعة، و430 قنينة من النبيذ، وأزيد من 700 لتر من مسكر «ماء الحياة» الذي اختص أحد الموقوفين في تقطيرها، إضافة إلى أزيد من 20 كلغ من الكيف، و10 كلغ من طابا. رشيد قبول