«الناس كيفرحو بالشتا وحنا كنخافو من رحمة الله»، بهذه العبارة خاطبت امرأة في عقدها الخامس جارتها، وهما يتجاذبان أطراف الحديث، وأعينهما لا تفارق الجدران الخارجية لمنازلهن، التي تظهر عليها تصدعات خطيرة، حيث قامت المصالح المختصة باستعمال أعمدة خشبية وحديدية للحيلولة دون تداعيها. مجموعة من السكان بالمدينة القديمة بالعرائش أبدوا في تصريحات متفرقة للجريدة عن تخوفهم من انهيارات محتملة بقوة، تهدد منازلهم الآيلة للسقوط، حيث يزيد تساقط الأمطار من خطورة الوضع. أزيد من 100 أسرة كان من المفروض أن تستفيد من عملية إعادة الإسكان أو إصلاح ما يمكن إصلاحه، من لدن السلطات المحلية، التي تلعب دور المتفرج في انتظار فاجعة تهز المدينة على غرار مدن أخرى، حيث كان مصير عائلات فيها الموت تحت أنقاض منازل تشهد على فترة الاستعمار الإسباني بالمدينة. ويتساءل المتضررون، هل على هؤلاء السكان الانتظار إلى أن تقع الفاجعة لتتحرك السلطات. أحد السكان الذي يشتغل بحارا صرح للجريدة أنه ورغم سلسلة من الاحتجاجات المتكررة والاعتصامات، التي دخل فيها السكان برفقة أطفالهم ببهو بلدية العرائش، من أجل لفت انتباه المسؤولين للوضعية الكارثية التي يعانون منها، والمتمثلة في افتقادهم لسكن لائق يحميهم وفلذات أكبادهم من موت يتجول بين الجدران المتصدعة، فإن كل تلك الاحتجاجات تلتها مجموعة من الوعود لم تنفذ، ومازال السكان المتضررون يضعون أيديهم على قلوبهم كلما بدأت الأمطار تتهاطل. العرائش: نجيم أمين