غاب رئيس الجماعة القروية «المهارزة الساحل» التابعة لإقليم الجديدة عن جلسة محاكمته استئنافيا، وأدلى دفاعه بشهادة طبية لتبرير عدم حضوره. وكانت جلسة جديدة للحكم الاستئنافي الذي صدر في حق الرئيس وأحد موظفي الجماعة، انعقدت يوم الأربعاء 27 نونبر الماضي، بعد متابعته بتهمة التزوير في محرر رسمي. لكن الرئيس الذي سبق أن أدين ب 10 سنوات سجنا نافذا في حدود 6 سنوات، لم يحضر أطوار هذه الجلسة. في الوقت الذي حضرها الموظف الجماعي مدعوما بدفاعه، بعد أن تمت إدانته بدوره بنفس العقوبة الصادرة في حق رئيس المجلس الجماعي. وكانت غرفة الجنايات باستئنافية الجديدة ارتأت أن رئيس الجماعة «قرر التحايل على المقرر الجماعي وتعاقد مع شركة من أجل اقتناء سيارة سياحية، وأشهد معه الموظف المتهم في المحضر المؤرخ في 2 يونيو 2010 أنهما تسلما سيارة لنقل الأموات»، ليكونا «أثبتا في هذا المحضر بيانات تخالف الحقيقة بسوء نية رغم علمهما بذلك». أصل القضية شكاية تقدم بها 11 مستشارا من الجماعة القروية المهارزة الساحل، قالوا فيها إن «المجلس القروي قرر بالإجماع في دورة عادية سابقة برمجة مبلغ (300.000) درهم لشراء سيارة لنقل الأموات». لكن المتهم الأول بصفته رئيس المجلس القروي، لم يلتزم بهذا المقرر وقام بشراء سيارة سياحية رباعية الدفع من نوع «داسيا داستر»، ولما احتج عليه الأعضاء أرجعها للشركة لتحويلها إلى سيارة نقل الأموات. وكانت غرفة الجنايات باستئنافية الجديدة قضت في الحكم الصادر بتاريخ 25 يونيو 2013 ب «مؤاخذة المتهمين من أجل ما نسب إليهما والحكم على كل من الرئيس والموظف الذي يشغل مهمة محاسب بالجماعة، بعشر سنوات سجنا نافذا في حدود ست سنوات». وقد جاء في حيثيات الحكم، أن المتهمين اعترفا في سائر المراحل أنهما «وقعا على محضر التسليم المؤرخ في 2 يونيو 2010، ومضمنه أنهما تسلما من شركة لبيع السيارات سيارة لنقل الأموات»، معترفين كذلك أنهما «تسلما على أرض الواقع سيارة عادية سياحية تتوفر على مقاعد خلفية، مبررين فعلهما بأنه سوف يتم تحويلها إلى سيارة لنقل الأموات». وقد ارتأت المحكمة أن «نية المتهمين كانت هي اقتناء سيارة سياحية ولم تكن شراء سيارة لنقل الأموات»، حسب وثيقة التأمين السياحية التي استصدرت للسيارة، زيادة على تغطية مؤقتة للتأمين مدتها 6 أشهر، وشروع الرئيس المتهم في استغلال السيارة بصفة شخصية على أساس أنها سيارة عادية، وتجول بها في شمال المغرب، وقطع مسافة 5250 كلمترا، بعد أن تعاقدت الجماعة مع المزود على اقتناء سيارة سياحية، وليس سيارة لنقل الأموات. رشيد قبول تصوير: إبراهيم بوعلو