شبّ حريق في الساعات الأولى من صباح يوم أول أمس الأحد في معمل للخياطة بحي السعادة بمدينة سيدي بنور، ما استنفر مختلف السلطات المحلية والأمنية و عناصر الوقاية المدنية حيث تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق و إخماد ألسنة اللهب بعد حوالي ساعة من عملية الإطفاء. و شاءت الألطاف الإلهية أن يندلع الحريق بتزامن مع يوم عطلة بالنسبة للعاملات بالمعمل ذاته و البالغ عددهن حوالي 30 عاملة، مما حال دون تسجيل خسائر بشرية في الوقت الذي تم فيه تسجيل خسائر مادية وُصفت ب "الجسيمة" حيث أتت النيران على جميع المعدات و آلات الخياطة و كميات كبيرة من مخزون القماش و الأثواب التي تستعمل في خياطة لباس نسائي "البيجامة". الحريق أثار موجة من الرعب و الهلع في صفوف السكان المجاورين الذين عمد بعض المتطوعين إلى طرق أبوابهم كي يستيقظوا من النوم لتفادي تسجيل أية خسائر في الأرواح البشرية، فيما تم "ترحيل" سكان الطابق العلوي للمعمل عبر سطوح الجيران بعدما حاصرتهم ألسنة اللهب و الأدخنة الكثيفة الناتجة عن احتراق قطع الثوب. و فيما باشرت السلطات الأمنية تحقيقاتها لمعرفة أسباب اندلاع الحريق ذاته، فإنه يُرجح أن ترتبط بتطاير شرارات اللهب من بطارية هاتف محمول كانت تخضع لعملية الشحن. و تحولت العديد من الطوابق الأرضية لمنازل حي السعادة بسيدي بنور إلى معامل صغرى للخياطة تقوم بتشغيل مئات النسوة في ظروف تنعدم فيها شروط السلامة الصحية، ما يطرح أكثر من تساؤل حول مدى توفر أصحاب هذه المعامل على تراخيص قانونية لمزاولة مهنة الخياطة، و مدى التزامهم بأداء الواجبات القانونية لتشغيل هؤلاء العاملات كالتأمين عن مخاطر حوادث الشغل و الضمان الاجتماعي… سيدي بنور : عبدالفتاح زغادي