يبدو أن المدة الكافية لكي ينسى نواب الأمة خطاب افتتاح السنة الذي ألقاه الملك محمد السادس قبل أسبوعين في قبة البرلمان أتت بسرعة وبسرعة قياسية. خطاب الملك محمد السادس، الذي دعا البرلمانيين لنبذ الممارسات السياسوية، تم تناسيه بسرعة والقفز عليه بمناسبة تصفية حسابات سياسية بين حزبي العدالة والتنمية والاستقلال بمناسبة مناقشة مشروع قانون مالية السنة القادمة. فلم يجد نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، من حرج في وصف وزير التربية الوطينة السابق محمد الوفا والذي تم طرده من حزب الاستقلال بعدما تمسك بالاستمرار في حكومة ابن كيران ضدا على إرادة الحزب التي أقرت تقديم استقالة الوزراء الاستقلاليين لابن كيران. مضيان قال إن الحكومة جاءت لتكريس بعض الانحرافات السياسية، كالاحتفاظ بوزير طرده حزب محترم، قبل أن يتم تكليفه بقطاع قنبلة كالشؤون العامة والحكومة". مضيان وصف الوزير الوفا بالوزير غير المحترم والوزير المعتوه. مضيان تساءل كيف يمكن للعدالة والتنمية أن تضحي بسعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون ويتم الاحتفاظ بمن وصف بالمهرج. نور الدين مضيان خاطب نواب العدالة والتنمية "ربحوا بيه" في إشارة للوفا "وانتظروا نكاته". انفجرت القاعة المغربية بمجلس النواب، عندما نهض عبد العزيز أفتاتي نائب العدالة والتنمية وانتفض في وجه مضيان طالبا منه "عدم التدخل في شؤون داخلية للعدالة والتنمية". عبد القادر الكيحل نائب حزب الاستقلال، انتصر لرئيسه ووقف ضاربا على الطاولات طالبا من افتاتي الجلوس في مكانه وعدم مقاطعته مضيان. عبد العزيز افتاتي طلب من الكيحل وهو يصرخ بتقديم دبلوماته الجامعية، والمحاضر التي دونت في حقه في الجامعات المغربية". قبل أن تهدأ القاعة المغربية التي بدا أنها قابلة للانفجار في أية لحظة في اجتماع لجنة المالية، كان الطلب الذي قدمه الفريق الاستقلالي بمجلس النواب بتقديم أكثر من سبعين وثيقة مرفقة بمشروع قانون المالية، قد لعب في أول الاجتماع الدور الكبير في إشعال لجنة المالية والتنمية الاقتصادية في أول حصة لمناقشة مشروع قانون المالية. نواب العدالة والتنمية أعلنوا تراصا كاملا بجانب الحكومة في الدفاع أولا عن الحكومة في تأجيل تقديم الوثائق الضروية وليس كامل ما طلبه الاستقلاليون، نواب العدالة والتنمية تراصوا أيضا في الهجوم على النواب الاستقلاليين بشكل مباشر. طلب الوثائِق، الذي قدمه الفريق الاستقلالي رفض من قبل رئاسة اللجنة بدعوى التقدم في مناقشة قانون المالية ولأن الطلب قدمه الفريق الاستقلالي خارج لجنة المالية. رفض الطلب تمت تزكتيه والدفاع عنه من لدن نواب العدالة والتنمية ولكن هذا الطلب لم يكن سوى برميل البارود الذي انفجر في القاعة المغربية. عبد القادر الكحيل النائب عن الفريق الاستقلالي قال إن الطلب قدم في اللجنة ولن يكون رئيس اللجنة سوى ساعي بريد يوجه الطلبات للحكومة دون الجواب عنها. الكيحل قال إن الوثائق التي طلبت سبق الالتزام بتقديمها في السنة الماضية. عبد العزيز أفتاتي نائب العدالة والتنمية قال إن تقديم طلب مثل هذا هو "إرداة بئيسة" من حزب سياسي لعرقلة مناقشة قانون المالية. الهجوم العلني على الاستقلال فصله عبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية بوانو اعتبر أن خروج حزب الاستقلال من الاغلبية كانت مناورة كبيرة لاسقاط الحكومة ولتصدير نماذج اقليمة في اسقاط الحكومات المنتخبة. بوانو قال إن الغرابة هي أن يناور حزب سياسي للخروج من الحكومة عوض الدخول فيها. رئيس فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب قال إن حزب الاستقلال نجح في توقيف أوراش الإصلاح منذ أن رفض الامين العام لحزب الاستقلال عقد لقاء الاغلبية وحضور نوابه للقاء مناقشة قانون المالية في دجنبر من السنة الماضية. بوانو قال إن المذكرات التي تقدم بها حزب الاستقلال لرئيس الحكومة لم يكن من الممكن الإجابة عنها، في وقتها واليوم سيتم هذا دون أي حرج. بوانو استغرب من أن يطالب حزب الاستقلال بتوظيف 80 ألف عاطل بما فيها معطلي محضر 20 يوليوز وباقي المحاضر. بوانو قال إن الوقت حان للتساؤل عن المضمنين في المحاضر من الذين لم يقفوا في شارع محمد الخامس ولو يوما واحدا ويطالبون بالتوظيف. من جهة ثانية هاجم عبد الله بوانو مجلس المستشارين على خلفية طعنه في دستورية الحكومة بعدما لم تقدم برنامجها للتصويت والمناقشة في البرلمان. بوانو تساءل وفق ما نعته "بمجلس تجاوز بعض أعضائه تسع سنوات ويقدمون طعنا في تنصيب الحكومة الذي لا يعنيهم". بوانو قال إن التنصيب أمر يهم مجلس النواب.