إذا كانت علامات الحرج قد بدت واضحة على محيا رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة و التنمية بسبب الشعارات المؤيدة ل«الإخوان المسلمين» في مصر، التي رددتها شبيبة حزبه، وهو يستعد لافتتاح ملتقاها التاسع الأحد الماضي، فإن الأجواء الحماسية التي طغت على الافتتاح زادت من إحراج ابن كيران ودفعته في لحظة من اللحظات إلى رفع شعار «رابعة العدوية». ابن كيران، تجنب طيلة كلمته الافتتاحية إعطاء موقف مما يجري في مصر كما فعل حين لم يعبر عن أي موقف رسمي بهذا الخصوص، غير أن رفعه لشعار «رابعة الدعوية»، الذي يرفعه المتضامنون مع «الإخوان المسلمين» في لحظة من لحظات الحماس، تم قراءته على أنه تعبير عن «موقف سياسي»، يتناقض مع الموقف الذي عبرت عنه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بخصوص الأحداث في مصر. ويبدو أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، قد وجد صعوبة في التوفيق بين الموقف الرسمي الذي عبرت عنه وزارة الخارجية والتعاون، والذي «تأسف» للأحداث الدموية التي وقعت بمصر وبين مواقف حزبه وجناحه الدعوي حركة الإصلاح والتوحيد، إضافة إلى شبيبة الحزب، والتي صبت في خانة المساندة والتضامن مع جماعة «الإخوان المسلمين». وإذا كانت شبيبة العدالة والتنمية قد أوقعت ابن كيران في حرج كبير أثناء حضوره لافتتاح ملتقاها، بسبب الأوضاع في مصر، فإن قياديين في حزب «المصباح»، زادوا من إخراج أمينهم العام وذلك حين لم يترددوا في الربط بين ما يجري في المغرب وما يحدث في «بلاد الكنانة»، واعتبروا أن الانتقادات الموجهة للحكومة جزء من مؤامرة دولية تستهدف حكومات الربيع العربي، ففي اليوم الثاني من ملتقى شبيبة العدالة والتنمية، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة و التنمية بمجلس النواب، عبد الله بوانو، نبه إلى ما أسماها ب«مخططات الآخر»، وقال في مداخلة له في موضوع «التجربة الحكومية وتحديات الإصلاح» : «إذا كان الخصوم لا يريدوننا أن ننجح في إطار التنافس، فهناك جهات لا تريدنا أن نكون أصلا في التدبير». وإذا كان بوانو قد أشار إلى وجود جهات، دون أن يسميها بالاسم، تسعى إلى معاكسة الإصلاح، فإن رفيقه في الحزب وعضو أمانته العامة، الحبيب الشوباني، الذي يشغل منصب الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، قد ربط مباشرة ما تتعرض له الحكومة من انتقادات بما يجري في بلدان الربيع العربي، وقال بدوره في مداخلة له، بعد ما اعتبر تلك الانتقادات «تشويشا وابتزازا» أن ما حدث في مصر له «صلة بمؤامرة دولية كبيرة الحجم»، وزاد موضحا أن الأمر لا يرتبط بمصر لوحدها، بل إنه «استهداف لمختلف البقاع التي شهدت تحولا ديمقراطيا في المنطقة وتم خلاله احترام نتائج صناديق الاقتراع ونصوص الدستور». وهذه كلها مواقف تستدعي تفسيرا من رئيس الحكومة الذي لا أحد في المغرب يخطط لإسقاط حكومته، كما أن المقارنة بينه وبين الرئيس المصري المعزول أو بين حزب العدالة والتنمية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر لم ترد على لسان أي مسؤول في الدولة باستثناء حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال.