هيمنت الشعارات المؤيدة لما يسمى ب 'الشرعية' في مصر على أجواء افتتاح الملتقى الوطني التاسع لشبيبة العدالة والتنمية يوم البارحة الأحد بالمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء الذي عرف حضور رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران إلى جانب قيادات بارزة داخل حزب المصباح من أمثال مصطفى الخلفي، ولحسن الداودي وعزيز رباح ، وهم بالمناسبة وزراء في الحكومة المغربية الحالية. أثارت تلك الشعارات العديد من الإنتقادات اللاذعة ضد شبيبة حزب العدالة والتنمية على مواقع التواصل الإجتماعي 'فيسبوك' تمحورت في مجملها حول اتهامهم بتهميش قضايا المواطن المغربي والأزمة السياسية التي تعيشها البلاد على حساب قضية 'سقوط الشرعية' في مصر، وهي القضية التي في نظر المنتقدين لن تضع مثلا حدا للزيادات في الأسعار التي تشكل خطرا على القدرة الشرائية للمواطن المغربي، وليس آخرها الزيادة في ثمن الحليب، وكتبت إحدى الفيسبوكيات معلقة على تلك الشعارات: كيشطبو باب جامع وكينساو باب ديورهوم. في نظري، معظم تلك الإنتقادات مشروعة لمجموعة من الإعتبارت أهمها أن المغاربة صوتوا على حزب عبد الإله بن كيران من أجل تخليصهم من الفقر والبطالة وغلاء المعيشة و...و...و... وليس من أجل قضايا المستفيد الوحيد منها هو الحزب وليس الشعب المغربي نظرا للعديد من القواسم المشتركة بين حزب العدالة والتنمية في المغرب والإخوان المسلمين في مصر. من حق حزب العدالة والتنمية أن يعلن تضامنه مع جميع حلفائه سواء كانوا داخل أو خارج المغرب، ولكن المشكل هو أن يجعل من قضية التضامن تلك قضية رئيسية ناسيا أو متناسيا أن برنامج حكومة العدالة والتنمية لا يتضمن بشكل مباشر أو غير مباشر أي إشارة إلى أن هموم الوطن تؤجل إلى أجل غير مسمى عند تعرض 'اخواننا' في الدول الشقيقة إلى العنف والقمع. وأحسن طريقة كان للحزب أن يلجأ إليها من أجل تفادي الإنتقادات والغضب الشعبي هو إصدار بيان يندد فيه بسقوط الشرعية في مصر ويطالب بعودتها وبعدها مباشرة يعود إلى الوطن ومشاكله التي لا تعد ولا تحصى، ولكن سنكون مغفلين إذا اعتقدنا بأن ما يهم حزب العدالة والتمنية هو 'انقلاب السيسي" وليس أشياء أخرى داخل المغرب. هناك العديد من القراءات لهذا الإهتمام المبالغ فيه من طرف العدالة والتنمية لما يحدث في مصر ، من بينها بعث رسائل سياسية واضحة إلى من يهمهم الأمر دخل المغرب خصوصا وأن الحزب تلقى ضربتين متتاليتين من طرف أعلى سلطة في البلاد، الأولى عندما قال الملك بأن الحكومة الحالية وجدت "بين يديها، في المجال الاقتصادي والاجتماعي، إرثاً سليماً وإيجابيا، من العمل البناء، والمنجزات الملموسة"، والثانية عندما حملهم مسؤولية الإختلالات التي يعيشها قطاع التعليم بالمغرب، أضف إلى ذلك أن موقف الحزب يختلف تماما عن موقف الملك فيما يتعلق ب 'الإنقلاب على الشرعية' في مصر، ولذلك فشبيبة الحزب كانت ترفع الشعارات الداعمة لمحمد مرسي ولسان حالها يقول إلى من يهمهم الأمر: نحن مع شرعية صناديق الإقتراع ليس فقط في مصر، ولكن في المغرب أيضا.