حالة من الترقب في الأوساط الأمنية بطنجة ، بعدما تعددت زيارات لجن التفتيش خلال الأشهر الأخيرة، واندلاع حرب الشواهد الطبية في مواجهة أحد المسؤولين ، أمام تراجع وتيرة محاربة مختلف ظواهر الجريمة بالمدينة. آخر لجنة تفتيش من المديرية العامة حلت بولاية أمن طنجة منتصف الشهر الجاري، استمعت إلى مجموعة من الأمنيين ، من بينهم رئيس المنطقة الأمنية الأولى ، حول حادث ترحيل حوالي 50 مرشحا من دول جنوب الصحراء ، حين تمكنوا من الفرار بمدينة بلقصيري خلال تنقيلهم على متن حافلة نحو مدينة وجدة. هذا الحادث يعد الثاني من نوعه بعدما كانت عملية سابقة مماثلة قد تسببت في هروب العديد من المهاجرين عند عبورهم مختلف المدن قبل وصولهم إلى نقطة ترحيلهم، وكانت إحدى محاولات الفرار قد أودت بحياة مهاجر سينغالي قفز من نافذة السيارة قبل أن يتم نقله في حالة خطيرة إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة ، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. المديرية العامة للأمن الوطني كانت قد سارعت إلى فتح تحقيق حول هذه الحوادث من خلال إرسال لجن تفتيش إلى ولاية أمن طنجة ، لكشف ظروف وملابسات إجراءات الترحيل ، التي تستهدف المهاجرين من دول جنوب الصحراء بعد إيقافهم في حملات تشرف عليها السلطات المحلية. نتائج البحث التي تقوم بها لجن التفتيش ، تبقى شأنا داخليا ، بحسب مصادر أمنية ، وتتحدد في اتخاذ مجموعة من الإجراءات التأديبية في حق الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية ، وهو ما جعل حالة من الترقب تسود ولاية أمن طنجة بعد الاستماع إلى عدة أطراف حول دورهم في وقوع أخطاء ، يعتبرها البعض مهنية ويراها البعض الآخر عرضية ، خاصة بعدما توالت زيارات لجن التفتيش منذ حادث التسلل إلى القصر الملكي بطنجة. هذه الأجواء التي تعيشها ولاية أمن طنجة طغت عليها حالة من الاحتقان في صفوف مجموعة من الأمنيين ، بعدما تكررت حوادث مشاداة كلامية بينهم وبين رئيسهم المباشر ، أحد المسؤولين الجدد عين مؤقتا بالمدينة ، تطورت مؤخرا إلى قيام هذا الأخير بحجز هواتف بعض العناصر الأمنية ، بدعوى مراقبة المكالمات التي يجرونها والرسائل التي يتلقونها ، ناهيك عن وقوع حالات عديدة لتبادل السب والقذف والتجريح ، وهو ما دفع عدد من الأمنيين إلى اللجوء للشواهد الطبية كوسيلة لتفادي المزيد من الاصطدامات ، في الوقت الذي لم يتم فيه فرض تطبيق القانون على الجميع بعيدا عن لغة التهديد ، التي لم تعد صالحة ، كما يعبر عن ذلك المنتقدين لهذا الأسلوب ، لاعتماد استراتيجية حقيقية لعمل جماعي يسعى لتوفير الأمن بالمدينة. محمد كويمن