حالة انتحار أخرى بمدينة طنجة. إشعار توصلت به مصالح الدائرة الأمنية الثالثة ، صباح الخميس الماضي، حيث اعتادت عناصر الشرطة خلال الأيام الأخيرة على مثل هذه الحوادث، التي صارت تثير الانتباه أمام تزايد أعدادها. حادث الخميس كان ضحيته شاب لا يتجاوز عمره 30 سنة، عثر عليه داخل منزل والديه بشارع مولاي رشيد، بعدما أقدم على الانتحار في غيابهما، حين قام بشنق نفسه، حيث وضع حدا لحياته قبل أن يتم اكتشاف جثته بعد عودة أبويه. المعني بالأمر، مطلق وأب لطفلة تعيش مع أمها. كان يعاني وفق المعطيات الأولية للبحث الذي تباشره مصالح الأمن بطنجة من اضطرابات نفسية ، وسبق له أن قام بمحاولة سابقة للانتحار باءت بالفشل، حين أقدم على تناول كميات كبيرة من الأقراص التي كان يتعاطاها في علاجه، قبل أن يتم إنقاذ حياته ، إلا أن إصراره على تنفيذ رغبته في الانتحار جعله يعيد المحاولة الأخيرة التي انتهت بموته. هذا الحادث يعد الثالث من نوعه خلال شهر مارس الجاري، بعد حالتي الانتحار وقعتا في الأسبوع الماضي، من بينها إقدام حارس عمارة سكنية تقع بجوار مقر ولاية أمن طنجة على شنق نفسه في ظروف غامضة، وهي الحالات التي تم تبليغها لمصالح الأمن، وتم إخضاعها لمعاينة طبية بعد نقلها إلى مستودع الأموات بمستشفى طوفار. بلغ مجموع حالات الانتحار التي شهدتها مدينة طنجة منذ بداية السنة الحالية ، أي في ظرف شهرين ونصف حوالي 11 حالة. جميع الضحايا من الرجال باستثناء حالة واحدة تتعلق بامرأة. ومن خلال تواريخ وقوع هذه الحوادث تم تسجيل معدل 4 حالات انتحار كل شهر ، بعد توصل مختلف الدوائر الأمنية بإشعارات متفرقة تخص إقدام 4 أشخاص خلال شهر يناير الأخير على الانتحار، أحدهم لم يفارق الحياة. كما شهد شهر فبراير الفارط وفاة 4 آخرين منتحرين. جل الضحايا كانوا يعانون من اضطرابات نفسية، حسب شهادات أهاليهم، واختاروا وسائل مختلفة لتنفيذ محاولاتهم من أجل الانتحار، كشنق أنفسهم باستعمال حبل، أو القفز من أحد الطوابق العلوية لإقامة سكنية، أو الإفراط في تناول بعض المواد التي تشكل خطورة على صحة مستهلكيها. كما أن بعضهم كانوا يتابعون علاجهم جراء إصابتهم بأمراض عقلية، وآخرون يعانون من مشاكل اجتماعية. محمد كويمن