شبان في مقتبل العمر، ببنيات جسدية رياضية، كانوا على أهبة الاستعداد للتدخل، بلباس أمنى متميز لفرقة خاصة للتدخل، وفور حلولهم بالحي المحدد كانت الأنظار تتجه إلى الوجهة التي يقصدونها. ليلة الثلاثاء 27 غشت الجاري، احتشدت الجموع ب«درب الميلودي» بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء. كانت الأنظار تتطلع إلى الطابق الأول من العمارة الذي يقطنه شخص لم تكن الإشارات تخطئ الشقة التي تأويه. شقة اكتسب شهرتها لتوافد زوار من طينة خاصة عليها.. زوار أغلبهم من الشبان المدمنين الذين دفعتهم نزوات "البلية" إلى اتخاذ الشقة الكائنة بدرب الميلودي مقصدا لهم. هناك كانوا يجدون ضالتهم، عندما يطرقون البوابة الحديدية للشقة المحكمة الإغلاق. لم يكن الباب ينفتح في وجه الزائرين. فقط "كوة" صغيرة يطل منها صاحب الشقة، لمعرفة هوية الزائر وسبب الزيارة. وحالما يتعرف على طلبه، وينال المقابل المادي للسلعة التي ينوي اقتناءها، يتوارى عن الأنظار ليغلق "الكوة" من جديد، وسرعان ما يفتحها ليسلم الزبون ما طلبه من السلعة التي يروجها. لكن مساء أول أمس الثلاثاء كانت العمارة التي يقطنها مروج الشيرا بدرب الميلودي بالمدينة القديمة على موعد مع زيارة للفرقة الأمنية الخاصة التابعة لولاية أمن أنفا. كانت عناصر الفرقة قد تسلقت المنزل لتقتحم الشقة، لكن المروج المعروف بالمنطقة الذي باغته التدخل الأمنى، حاول القفز من الطابق الأول إلا أن خفة العناصر الأمنية الشابة المكونة للفرقة وصلت إليه قبل أن يقفز من الطابق الأول، حيث أسقطته أرضا قبل وقوعه من الأعلى ليتم تصفيده، ونقله إلى مقر الدائرة الأمنية السور الجديد التي أشرفت على تنفيذ عملية المداهمة. وبتفتيش الشقة التي كان الشخص الموقوف يقيم فيها، تم حجز كمية من مخدر الشيرا المعدة للترويج قدرتها مصادر «الأحداث المغربية» بحوالي كيلوغرامين ونصف من الشيرا، كان المتهم يقوم بترويجها بالتقسيط. يذكر أن المتهم معروف بترويج المخدرات حيث كان بعض المدمنين على تدخين الشيرا يقصدون شقته التي تحصن داخلها ليقوم بتزويد الراغبين في اقتناء كميات مختلفة من الشيرا، حيث يمدهم بما يدفعون ثمنا مقدما له من خلف باب الشقة الذي أحكم إغلاقه. كما أن الموقوف من أصحاب السوابق القضائية في ترويج المخدرات حيث سبق أن قضى عقوبات حبسية بالتهمة ذاتها. غير أن طريقته الجديدة في تصريف بضاعته، جعلته في منأى عن الاعتقال لمدة طويلة. إلا أن العملية التي نفذتها عناصر الفرقة الأمنية الخاصة التي دعمت عمل دائرة السور الجديد أسهمت في إيقافه، واعتقاله سليما بعد أن حاول القفز من الشقة التي يقطنها. رشيد قبول تصوير: إبراهيم بوعلو