الضحية استرجع كل ما سرق منه وقال إن الشرطة المغربية " مازالت بخير ". كان المعتدى عليه يستعد ، أول أمس السبت ، لمغادرة التراب الوطني في رحلة جوية انطلاقا من مطار طنجة ، في الوقت الذي كان فيه المعتدي في طريقه إلى السجن المحلي ، بعدما كان آخر لقاء بينهما في ضيافة الشرطة ، حين تعرف الضحية على أفراد العصابة واسترجع ما سرق منه قبل عودته لبلده. الحادث تعود وقائعه إلى يوم الخميس المنصرم ، عندما تم إشعار مصالح الأمن بطنجة ، بقيام ثلاثة أشخاص كانوا على متن دراجة نارية ، بالاعتداء على سائح أجنبي ، وسرقة أغراضه ، حين كان يتجول عند منتصف النهار بموقع مغارة هرقل بمنطقة أشقار ، بعد تهديده بالسلاح الأبيض. هذا الإشعار أثار حالة من الاستنفار الأمني بالمدينة ، حين تبين بأن الضحية كاتب فرنسي ( أليكس ) له العديد من المؤلفات الأدبية ، كان في زيارة سياحية لطنجة ، وفي اليوم الأخير قبل مغادرته المدينة ، توجه إلى المغارة التي تعد أهم المواقع الأثرية والتاريخية بعروس الشمال ، وخلال جولته بمحيطها تفاجأ بثلاثة شبان يشهرون أسلحة بيضاء في وجهه ، وسلبوا منه حقيبته التي كان يحملها على كتفه ولاذوا بالفرار على متن دراجتهم النارية. انتشار خبر هذا الاعتداء بسرعة عبر أجهزة اللاسلكي لمصالح الأمن، كان له وقع إيجابي، حين أوقعت الصدفة، أفراد هذه العصابة بين أيدي عناصر الشرطة للدائرة الأمنية السابعة ، بعدما تعرفوا على الدراجة النارية ، انطلاقا من الأوصاف المقدمة حولها ، لتتم عملية مطاردتهم بمنطقة بئر الشفا بتراب المقاطعة الحضرية لبني مكادة ، والتي تسببت في إصابة أحد الشرطيين بكسر في يده ، خلال تدخله لإلقاء القبض على عنصر من هذه المجموعة. مصالح الأمن تمكنت من حجز الدراجة النارية ، حيث تبين بأنها مسروقة وتحمل أوراقا مزورة ، كما تم استرجاع الحقيبة المسروقة، التي كانت تضم آلة تصوير رقمية وجواز سفر الفرنسي وبطاقته البنكية وبعض مؤلفاته ، فيما تمكن اثنان من المشاركين في تنفيذ هذا الاعتداء من الفرار، وقد تم تحديد هويتهما ، وإصدار مذكرة بحث في حقهما. البحث الذي باشره عناصر القسم القضائي الثالث بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية ، مع الشخص الموقوف ، كشف عن تورط هذه العصابة في أعمال السرقات بالعنف ، وقد اعترف المعني بالأمر بالمنسوب إليه بعدما تعرف إليه الضحية ، إلى جانب باقي شركائه عبر صورهما . كما انتقل المحققين إلى مكان إيقافه وعثروا على دفتر مذكرات الكاتب الفرنسي، حين أبدى هذا الأخير رغبة في استعادته، ليكون بذلك قد استرجع جميع أغراضه قبل أن يوصله عناصر الأمن إلى مطار ابن بطوطة ، وغادر طنجة وهو يردد لمرافقيه " الشرطة المغربية مازالت بخير ". محمد كويمن