مباشرة بعد أن بلغ لعلم السلطات وإدارة المياه والغابات بالحسيمة، خبر قطع أزيد من 150 شجرة أرز بمكان يسمى «الحانوت» بجبل السطح، قامت بشن حملة غير مسبوقة على المخالفين المتشكلين من الفلاحين، كما قامت بتحرير عشرات المحاضر في حق الذين يعتقد أنهم يقفون وراء الترامي وتخريب مئات الهكتارات من غابات الأرز المحمية، حيث يقومون مجددا بإعادة حرثها وزرعها ب«الكيف». مصادر مطلعة أكدت ل«الأحداث المغربية» أن التخريب المستمر الذي تعرضت له الغابة بالمكان المذكور، نتج عنه تمسك الفلاحين بملكية تلك الأراضي، كما دخلوا في لعبة القط والفأر مع السلطات والإدارة الوصية بسلك المساطر القانونية، حيث يشهر الفلاحون وثائق تثبت تملكهم لتلك الأراضي لإثبات قانونية الترامي، وتخريب هكتارات الغابة الذي تتعرض له المنطقة منذ عشرات السنين. النقطة التي أفاضت الكأس، يوضح مصدر، تكمن في ارتفاع حدة الإجهاز على الغطاء الغابوي مؤخرا، وهو ما أدى إلى تشكيل لجنة من المياه والغابات بمركز اساكن، والدرك، ورئيس الدائرة والقائد، قامت الجمعة الماضي بالوقوف على حقيقة التخريب والقطع الغير المسبوق الذي تعرضت له الغابة من طرف ساكنة دواوير «تدوين» و«الفانوت» و«تسغرا»، حيث أدت المعاينة الميدانية إلى الوقوف على حقيقة قطع أزيد من 150 شجرة أرز، وهو ما أدى إلى استنفار كل أجهزة الدولة ذات العلاقة بالقطاع الغابوي. المياه والغابات وفي شخص مسؤولها الأول بالإقليم، أكد في اتصال هاتفي مع الجريدة على حقيقة ما تتعرض له الغابة بالمنطقة المذكورة من تخريب، ومؤكدا خبر تحرير إدارته للعديد من المخالفات في حق المتورطين في عمليات واسعة لقطع الأشجار. وأضاف أن المصالح القضائية وحدها من تملك الحق في اتخاذ المتعين من الأحكام في مثل هذه النوازل الخطيرة. مصدر مطلع أكد على أنه بدافع الحفاظ على الملك الغابوي أقدمت المياه والغابات على تحديد وتحفيظ العديد من الأراضي بجماعة ثلاثاء كتامة وجماعة اساكن، بدون أن تأخذ الإدارة المعنية في الاعتبار تعرض السكان على تحفيظها بدعوى توفر أصحابها على ملكيات. وفي اتصال بالجريدة أكد العديد من الفلاحين المنتمين لمركز ثلاثاء كتامة بإقليم الحسيمة تعرضهم على تحديد وتحفيظ ملك غابوي يسمى ب«الحانوت» مجاورة لجبل السطح بقبيلة بني سدات بكتامة، حيث شمل التحديد والتحفيظ عدد (6420 ن) مساحات مهمة من أراضي الفلاحين ممن يتوفرون على ملكيات لأراضيهم تعود لسنة 1952، وهي أراضي تؤكد ذات المصادر على أنهم ورثوها عن أجدادهم قبل أن يحرروا رسوم ملكيتها ب 15 سنة، ورغم أن التحفيظ وقع على جبل غابوي لكنه شمل قطعة أرضية مساحتها أزيد من 300 هكتار توجد بها منازل للسكنى وأشجار مثمرة، تعتبر المصدر الوحيد لعيش العديد من الفلاحين، الذين يعيلون أسرهم التي عادة ما تتكون من 6 إلى 10 أفراد. وبسبب هذا الواقع باشر الفلاحون المتضررون العديد من الشكايات لكل من المندوب السامي للمياه والغابات والمحافظ العام للمحافظات العقارية بالرباط للنظر في تعرضهم على مسطرة التحفيظ والتحديد للملك الغابوي السالف ذكره على اعتبار أنه اشتمل على أراضي العديد من الفلاحين المزروعة. الحسيمة : خالد الزيتوني