رغم أنه المتنفس الوحيد لشباب وأطفال بني ملال، لازال المسبح البلدي مغلقا منذ أكثر من سنتين، في وقت تشهد فيه درجات الحرارة بالمدينة هذه الأيام ارتفاعا كبيرا يتجاوز في بعض المرات 50 درجة . هذا المسبح المغلق تحول إلى مستودع بلدي لخزن الأعمدة الكهربائية القديمة، وأكياس النفايات، إلى جانب أغراض أخرى مكدسة أمامه. لم يقف الأمر هنا ، فقد تمت الاستعانة ببعض الكلاب في حراسة هذا المستودع العشوائي. ومع استمرار إغلاق مسبح المدينة الوحيد، يصطدم هؤلاء الشباب بالأثمنة الباهظة لمسابح محطات البنزين، التي تصل في بعض الأحيان إلى 50 درهما للفرد الواحد، ناهيك عن مصاريف التنقل والأكل. أما مسابح الفنادق، فإنها مخصصة للنزلاء وممنوعة في وجه العموم. ولم يجد الأطفال والشباب من سبيل لتعويض حاجتهم إلى السباحة، سوى قطع مسافة خمس كيلومترات بطريق الفقيه بنصالح للوصول إلى القناة السقوية الكبرى القادمة من سد بين الويدان والتابعة لمركز الاستثمار الفلاحي لتادلا. بهذه القناة التي تسمى الواد لخضر، يسبح العشرات من الأطفال والمراهقين وحتى الكبار، لكن ذلك لا يخلو من مخاطر في غياب وسائل الإنقاذ في حالة الغرق، حيث حصدت هذه القناة منذ حوالي ثلاث سنوات خمسة أرواح. و الموسم الصيفي ما قبل الماضي دشنته بغريق يبلغ من العمر 21 سنة، ينحدر من إقليمسطات. ليست قناة الواد لخضر الوجهة الوحيدة لأطفال وشباب المدينة ، فهؤلاء يقصدون أيضا مسابح الخواص بطريق تادلا، لكن هذه المسابح تكلف 50 درهما، منها 30 درهما كتذكرة لولوج المسبح ، و20 درهما للتنقل ذهابا وأيابا على متن سيارة الأجرة الصغيرة. نافورات المدينة إحدى الوجهات أيضا، التي تستقطب صباح مساء عشرات الأطفال ، وهما نافورتين ظهرت عليهما عوامل الزمن وقلة الصيانة، وعلقت بأرضيتهما الرخامية الأوساخ، وتآكلت صباغتهما وتغير لونها. شباب أفورار وأطفاله هم الآخرون، وفي ظل غياب مسبح بهذه البلدة الغنية الماء، لا يجدون أمامهم من ملجأ لاتقاء قيض الصيف سوى السباحة بالقناة المائية، حيث يصطف العشرات من الراغبين في السباحة على طول القناة بمركز أفورار، بدءا من القنطرة الموجودة قرب الثانوية التأهيلية، وعلى طول الطريق المؤدية إلى مركز بني عياط. وكثيرا ما تعرض البعض منهم لحوادث بعضها مميتة. وتجدر الإشارة أن مركز أفورار، كان يتوفر على مسبح للأعمال الاجتماعية للمكتب الوطني للكهرباء بتغبولا، لكنه أغلق أبوابه منذ مدة، وأصبح عرضة للإتلاف. وسبق لجمعيات المجتمع المدني أن ناشدت إدارة المكتب من أجل إعادة فتح المسبح، حتى يستفيد منه أبناء البلدة، الذين أصبح بعضهم ملزما بالذهاب إلى بني ملال، قصد السباحة في مسابح توجد بالطريق المؤدية إلى قصبة تادلة بمحطتين للاستراحة، الأمر الذي يتطلب منهم مصاريف يومية للتنقل ومصاريف الدخول إلى المسبح. كما يلجأ البعض الآخر إلى التنقل إلى بحيرة بين الويدان أو شلال أوزود. وارتباطا بموضوع مخاطر السباحة في الوديان والبحيرات، فقد أصدر رئيس جماعة تاكزيرت التابعة لقيادة تاكزيرة بدائرة القصيبة إقليمبني ملال، إعلانا يحذر فيه عموم المواطنين من السباحة في منطقة «أوكوي» بموقع «أوشرح» على وادي درنة المار عبر تاكزيرت لكونها محفوفة بالمخاطر، و التي تسببت في غرق عدد كبير من الضحايا. أما بأزيلال، فقد تحولت النافورة المحاذية للمسجد الأعظم إلى مسبح مفتوح لأطفال المدينة، وهي المتنفس الوحيد لهم من أجل الإستجمام في فصل قائظ، لا يمكن للمرء التخفيف من حرارته على الأجساد إلى باللجوء إلى أي مكان به مياه. الكبيرة ثعبان