الدريوش: خالد الزيتوني 3 معتقلين وأزيد من 11 جريحا، حصيلة المواجهة المفتوحة بين محتجين والقوات العمومية جرت أطوارها بموقع أنوال التابع لإقليم الدريوش يوم أمس الأحد ، وذلك على هامش الاحتفال بالذكرى 92 لملحمة أنوال المجيدة والتي تصادف 21 يوليوز من كل سنة. السلطات والمندوبية السامية للمقاومين كان تهيئ لإقامة احتفال رسمي لهذه الذكرى، حيث حضر لموقع أنوال التابع لجماعة تلليت، والكائن بين جماعة بن طيب وتمسمان بعمق جبال الريف بإقليم الدريوش العديد من المسؤولين الذين قاموا بتطويق الموقع بالعديد من القوات العمومية، وقبل الشروع في تنفيذ برنامج الاحتفال بدأ العد العكسي بحضور الكثير من جمعيات المجتمع المدني المنتمية لمنطقة الريف، والتي قامت بالانتشار وسط الخيام التي نصبتها السلطة بالموقع لإجراء مراسيم الاحتفال، وما هي إلا ساعات على بداية النشاط حتى بدأت الجمعيات في ترديد شعارات تطالب برحيل السلطة، وتنمية المنطقة، وهو ما أدى لتدخل عنيف للقوات العمومية أسفر عن جرحى واعتقالات ومطاردات. المحتجون الذين قدر عددهم بالعشرات ولمجرد ما قاموا بنسف الاحتفال، تلقوا وابلا من الضرب والركل والرفس، أسفر عن إصابة ما لا يقل 11 فردا بجروح متفاوتة الخطورة استدعت نقل بعضهم لمستشفى الدريوش لتلقي العلاجات الضرورية، وذلك قبل أن تقوم القوات العمومية المتشكلة من " المخازنية " و " الدرك " من مطاردة فلول الهاربين بجبل أنوال، هؤلاء الذين أطلقوا أرجلهم للريح وغادروا بعد أن فشلوا في نسف تخليد هذه الذكرى. مصادر متطابقة أكدت ل "الأحداث المغربية " أن السلطات كانت تنوي نقل الاحتفال بهذه الذكرى لجماعة بن طيب، غير أن العديد من المواطنين طالبوا بتنظيم التخليد بموقع المعركة، والذي حضره العديد من المنتخبين وممثلي مختلف المصالح الخارجية بإقليم الدريوش، ومع بداية الاحتفال تسلل محتجون ممن ينتمون لجمعيات بكل من مدن الدريوش، الحسيمة، امزورن، بوعياش، وسط الاحتفال وقاموا بترديد الشعارات المناوئة للسلطة والمطالبة برحيل المسؤولين، قبل أن تتدخل القوات العمومية بالعصي والهروات، التي قامت بطرد المحتجين للجبال البعيدة. وقبل بداية المعركة اجتمع كل من قائد جماعة بودينار ورئيس جماعة تيلليت بالدريوش بالعديد من المواطنين القاطنين بأنوال، وقاما بتوجيه السكان نحو مقاطعة المحتجين، ودفعهم لمغادرة الاحتفال، هذا الواقع نتج عنه مناوشات بين المسؤولين والمحتجين انتهت باندلاع مواجهات عنيفة استعملت فيها الحجارة والهروات، وأدت إلى تشتيت المتظاهرين الذين يتشكل معظمهم من الجمعيات الأمازيغية والمعطلين بقمم الجبال النائية عن الاحتفال. مصادر مطلعة أكدت على أن تخليد الذكرى الذي حضره كاتب عام عمالة الدريوش ورئيس جماعة تلليت والعديد من المسؤولين والمنتخبين سبقه لقاء مع ممثلي الجمعيات بالجماعة المذكورة مؤخرا، لإقناعهم بالمشاركة مع السلطات في تنظيم الاحتفال، ذات المصدر أكد على أن العديد من الجمعيات المشاركة قامت بمقاطعة أجواء الاحتفال لمجرد ما اندلعت المواجهات التي استمرت لبضع ساعات وانتهت باعتقالات وإصابات، وتشتيت المحتجين بالهضاب القريبة من موقع أنوال.