لم يخرج الاتحاديون والاستقلاليون من الاجتماع الذي جمعهم أول أمس بمقر حزب الوردة بالرباط، حتى وضعوا اللبنة الأولى لبناء تعاقد جديد. فبعدما توعدوا رئيس الحكومة بمعارضة قوية في البرلمان، فإنهم جعلوا من مواجهة التطرف الديني والمنهج التكفيري والمذاهب الرجعية الدخيلة من أولويات عملهم المستقبلي. «إن حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، وانطلاقا من قراءتهما لما يجري في المنطقة، من خطر تنامي التيارات الرجعية والشروع في تنفيذ مشاريعها الاستبدادية»، يقول بيان مشترك للحزبين صدر عقب الاجتماع، فإنهما «يعلنان أنهما سيبذلان كل الجهود من أجل تجميع قوى الحركة الوطنية والديمقراطية، بمختلف مكوناتها، التي تصبو إلى بناء المغرب الديمقراطي الحداثي» تشديد رفاق ادريس لشكر وحميد شباط الأمينين العامين على التوالي للاتحاد الاشتراكي والاستقلال على مواجهة التيارات المحافظة عكسته لغة البيان، فقد دعا إلى «ضرورة فصل النشاط الدعوي عن العمل السياسي»، مشددا على نية الموقعين عليه «الدفاع عن حرية الإبداع الثقافي والفني خارج أية وصاية إيديولوجية». لقاء الاتحاديين والاستقلاليين، والذي غاب عنه وزراء الاستقلال المستقيليون وكذا كريم غلاب رئيس مجلس النواب لالتزامات برلمانية، يقول مصدر اتحادي، تميز بمداخلة كل من الأمينين العامين حميد شباط و إدريس لشكر، واللتين توقفتا، يضيف المصدر نفسه، «عند الدور الذي لعبته الكتلة كإطار للتعاون المشترك بين الحزبين»، حيث أكد المصدر الاتحادي أن »القناعة حصلت لدى قيادات الحزبين على ضرورة إحياء هذا الإطار من جديد». ولإعادة الحيوية لمجالات التعاون المشترك بين الحزبين والدفع بالتنسيق إلى الأمام، اتفق زعيما الحزبين، يؤكد المصدر ذاته، على «الاستمرار في عقد لقاءات أخرى لمواصلة التشاور»، ولهذا الغرض فقد أعلن الاتحاديون والاستقلاليون، يضيف القيادي الاتحادي عن «تشكيل لجنة تتنسيق مشتركة»، ستكون مهمتها « وضع برنامج للعمل المشترك، إضافة إلى وضعها لآليات التنفيذ، من أجل تحقيق الأهداف المرسومة»، فبالنسبة لزعيم الاستقلاليين، فأولى نتائج العمل المشترك «ستكون خلال هذه السنة من خلال مناقشة مشروع قانون مالية سنة 2014»، يقول حميد شباط. وإذا كان حميد شباط يراهن على معارضة قوية لابن كيران من داخل البرلمان بالعمل إلى جانب ادريس لشكر، وذلك بعد خروجه من الحكومة، فإن إرادة الاتحاديين والاستقلاليين لم تلتق فقط عند مواجهة التطرف الديني والعمل المشترك، فرفاق لشكر بدورهم يطمحون إلى تشكيل قوة معارضة بديلة حول مختلف القضايا التي تهم المغرب، وذلك من خلال، يقول ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي «تقديم مقترحات القوانين المنصوص عليها في الدستور بشكل مشترك ».