وصل منسوب التحريض على العنف أوجه فجر أول أمس حين حاول مجموعة من أنصار الرئيس المصري المعزول اقتحام مقر الحرس الجمهوري بعد مرحلة من الاعتصام حوله، وأفادت مصادر صحفية أن قوات الأمن تمكنت فجر «الإثنين» من فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول، بعد اشتباكات مع المؤيدين فى شارعى صلاح سالم والطيران بمدينة نصر. وداهمت قوات الأمن مقر الاعتصام، بعد أن أعطت مهلة مدتها «15» دقيقة لإعادة فتح الطريق أمام المارة، ودفعت بالعشرات من قواتها إلى محيط النادى وبعدد من المدرعات، فيما تواجد العشرات من الجنود أسفل كوبرى صلاح سالم، وسط هتاف المتظاهرين «إسلامية إسلامية»، و«الله أكبر بسم الله بسم الله»، وأفادت الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على الفيس بوك، عن سقوط عدد من القتلى والإصابات نتيجة إطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع مشيرة إلى أن التقديرات الأولية من المستشفى الميدانى تؤكد أن الإصابات كلها أمام الحرس الجمهورى بالرصاص الحي وهم 16 شهيد و200 جريح. وشهد ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر حالة من الاستنفار، بعد الاشتباكات التى جرت منذ فجر اليوم، حيث لاحقت قوات الأمن صباح أمس، عدداً من مؤيدى الإخوان بمحيط مسجد المصطفى بشارع يوسف عباس، بعد إطلاقهم العديد من طلقات الخرطوش على قوات الأمن أثناء قيام قوات الأمن بإعادة فتح الطريق. قوات الأمن تمكنت من نشر قواتها بمحيط المبنى، عقب إزالة خيام المعتصمين، فيما يقوم البعض الآخر بإزالة الكتل الخرسانية التى وضعها المعتصمون بمحيط المبنى، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى دار الحرس الجمهورى، وفرضت طوقاً أمنياً من بداية جامعة عين شمس وحتى شارع الطيران. مصادر أمنية قالت إنه تم القبض على أكثر من 200 شخص من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، وبحوزتهم العديد من الأسلحة الآلية وطلقات الخرطوش والأسلحة البيضاء، مضيفًا أنه تم احتجازهم بنادى الحرس الجمهوري لحين معاينة النيابة، العديد من الجنود أصيبوا بطلقات الخرطوش أثناء ملاحقة المعتصمين، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، إضافة إلى إصابة أحد أفراد قوات الجيش بطلق ناري خلال ملاحقة المعتصمين، وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج. وزارة الداخلية دفعت بعدد من أفراد الأمن والفرق الخاصة وثلاث مدرعات؛ للتضامن مع أفراد الحرس الجمهوري الموجودين بالمدرعات بمنتصف شارع الميرغني أمام البوابة رقم 4 لقصر الاتحادية، وقام عدد من أفراد الشرطة بالقبض على اثنين اشتبه بأنهما من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، أثناء سيرهما بالطريق بجوار نفق العروبة بصلاح سالم في آخر شارع الميرغني، بدراجتين بخاريتين رقم «ب ل م 182، وأ ى ف 132»، وتم التحفظ عليهما. الرئيس المؤقت عدلي منصور أمر بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في اشتباكات الحرس الجمهوري التي وقعت، فجر الإثنين، بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وعناصر من الجيش وأسفرت عن 42 قتيلاً. وأعربت الرئاسة في بيان أصدرته بعد ساعات من الأحداث عن «أسفها الشديد لوقوع ضحايا من المواطنين المصريين في الأحداث المؤلمة، صباح اليوم (الإثنين)، إثر محاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري»، وأكدت رئاسة الجمهورية على ضرورة «ضبط النفس لدى جميع الأطراف وإعلاء المصلحة الوطنية واعتبارات الأمن القومي للبلاد على كل ما عداها». التليفزيون المصري عرض فيديو للداعية صفوت حجازى يكشف عن تنفيذ الخطوات التصعيدية التى تم وضعها عقب عزل محمد مرسى، وقال صفوت حجازى قبل حدوث مواجهات فجر أمس «لن نخرج من الميدان خوفاً من الاعتقال لكن طمعاً فى الشهادة وانتظاراً للشهادة فى سبيل الله فى هذا الميدان». "جبهة الإنقاذ الوطني المصرية عبرت عن الحزن والأسى البالغين للأحداث الدامية، وأكدت الجبهة على الإدانة القاطعة لكل أعمال العنف، والمطالبة بتحقيق عاجل وعادل في الأحداث. حزب الحرية والعدالة علق على الاحداث الجاريه ودعا الحزب عبر صفحته الرسميه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية إلى التدخل لوقف المزيد من المجازر وإسقاط الغطاء عما أسماه «ذلك الحكم العسكري» ، وبرر ذلك لكي لا تكون مصر «سوريا جديده» في العالم العربي . رواية الجيش لما جرى قال المتحدث العسكري، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، الإثنين، إن «الدم المصري حرام، وهو فعلا حرام، ونتمنى أن تشهد الأيام المقبلة استقرارا مجتمعيا»، وأضاف «علي» في مؤتمر صحفي عقده بالهيئة العامة للاستعلامات: «سيتم عرض فيديوهات لإثبات ما أقوله، ولفهم دور القوات المسلحة في الفترة الحالية»، لافتًا إلى أن القوات المسلحة بدأت الانتشار في الشارع في 26 يونيو، لتأمين أرواح المصريين دون أي استثناء». وشدد على أن القوات المسلحة تعمل على حماية الوطن، مضيفا: «هذا دور وطني وأخلاقي للقوات المسلحة على مدار تاريخها الطويل». وأشار إلى أنه كانت توجد أعمال تحريضية واستفزازية من المتظاهرين لاستهداف منشآت عسكرية، قائلا: «على الرغم من ذلك، كانت القوات المسلحة أطلقت أكثر من تحذير، وما أتحدث عنه موجود في قوانين كل دول العالم وهو لا اقتراب أو تخريب لأي منشأة عسكرية، وهذا كلام معروف ولا نقاش فيه». واعتبر «علي» أن القوات المسلحة تعاملت بكل حكمة وتعقل مع المتظاهرين، مضيفا: «المتظاهر المصري نعامله دون استثناء وواجبنا حمايته دون إقصاء لأي أحد»، وقال: «المشهد خرج عن السلمية وفي الرابعة صباحا هاجمت مجموعة مسلحة المنطقة المحيطة بالحرس الجمهوري والأفراد القائمين على تأمينه باستخدام ذخيرة حية وأسلحة». عبد الكبير خشيشن