انتظرت الجماهير المغربية إلى حدود الدقيقة 22 كي تشرع في الاحتفال بعدما اكتفت في الدقائق السابقة بترديد شعارات تحميس اللاعبين. المهدي بنعطية تخلى عن دوره كمدافع وسجل الهدف الأول للنخبة المغربية. هدف جعل فرحة جنونية تعم مدرجات مركب مراكش. الجماهير التي حجت من كل حدب وصوب إلى ملعب مراكش لم تقنع بهذا الهدف وشرعت في المطالبة بالمزيد. «الشعب يريد ثلاثة لزيرو... الشعب يريد ثلاثة لزيرو » ̧«هيهو مبروك علينا هاذي البداية مازال مازال » ... شعارات زادت من حماس اللاعبين المغاربة ودفعتهم للاندفاع صوب مرمى الخصم لعل وعسى أن يأتي المزيد الذي طالبت به آلاف الحناجر بإلحاح. الجماهير لم تنتظر طويلا بعد ذلك. بنعطية غادر موقعه الدفاعي مجددا. صعد في اتجاه الدفاع الجزائري ليمرر كرة فوق طبق من ذهب إلى مروان الشماخ الذي أسكنها بكل ثقة في شباك الحارس الرايس مبولحي معلنا عن استمرار الاحتفالات إلى غاية انتهاء الجولة الأولى. الثأر لهزيمة 5 لواحد يوسف حجي الذي بدا أقل من مستواه المعهود حقق ما «أراده الشعب». لاعب نانسي سجل الهدف الثالث لأسود الأطلس. غير أن الشعب طالب بالمزيد وبالضبط ب «خمسة لواحد » في إشارة إلى الرغبة في الثأر للهزيمة التي مني بها الفريق الوطني في سنة 1979. بصوت واحد ردد المشجعون المغاربة: «زيدوهم زيدوهم هاذ الشي ما يكفيهم ». رد فعل أنصار الخضر لم يتأخر كثيرا. عوض التشجيع الرياضي شرع الضيوف في رشق الجماهير المغربية بوابل من قارورات المياه والمشروبات الغازية وحتى بالشهب النارية التي تهاطلت على المنصة السفلية مما دفع الأمن إلى التحرك لوقف هذه التصرفات ومنع قيام الجمهور المغربي بالرد بالمثل غير أن رد أسامة السعيدي كان الأنسب. بطريقة فنية تسلل المهاجم الشاب الذي حل مكان عادل تاعرابت. فعل ما شاء بالمدافعين الجزائريين ليسجل الهدف الرابع الذي نزل كقطعة الثلج على المنتخب الجزائري لكنه ألهب المدرجات بفرحة عارمة. عناق بين المشجعين هتافات وتصفيقات ملأ صداها الآفاق. هزيمة المنتخب الجزائري كان لها تأثير فوري إذ بمجرد وصول المنتخب إلى الجزائر العاصمة حتى أعلن المدرب الجزائري بن شيخة عن استقالته بعدما رفعت الجماهير الجزائرية شعار «الشعب يريد رحيل الجنرال..».