تمكن المنتخب المغربي من تحقيق فوزاً تاريخياً ومهماً على نظيره الجزائري بأربعة أهداف مقابل لاشيء، وذلك في المباراة التي جمعتهما السبت 4-6-2011 على ملعب مراكش ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012. سجل أهداف المغرب، مهدي بنعطية (25)، مروان الشماخ (38)، يوسف حجي (61)، وأسامة السعيدي (67). وكان الشوط الأول من اللقاء قد انتهى بهدفي مهدي بنعطية، ومروان الشماخ، وهي الأهداف التي غيرت من مجريات اللقاء بعد اندفاع جزائري خلال الدقائق الأولى من المباراة قبل أن يمسك بزمام الأمور تكتيكياً ويتمكن من فتح ثغرات في الدفاع الجزائري مكنته من التقدم. وعقب تسجيل هدفي المنتخب المغربي، وقفت العارضة دون تسجيل الجزائر لهدفها الأول عقب محاولة هجومية، كان على إثرها إصابة حارس الفريق المغربي نادر لمياغري. وفي الشوط الثاني، نجح مروان الشماخ في كسر مصيدة التسلل وترك المجال ليوسف حجي في تسجيل الهدف الثالث للمنتخب المغربي، بعد سيطرة هجومية من الفريق المغربي خلال الشوط الثاني من المباراة. النتيجة الكبيرة للمغرب، أدت إلى انهيار جدار الدفاع الجزائري، أدى إلى هدف مغربي رابع بتوقيع أسامة السعيدي. وقدم المدرب البلجيكي إيريك غيريتس وجهاً جديداً للمنتخب المغربي لكرة القدم بكرات سهلة في وسط الميدان وقدرة على اختراق خطوط الدفاع الجزائرية، وتمريرات حاسمة جداً مكنت المغرب من تقديم طبق كروي اشتاق له الجمهور المغربي من أيام المدرب المغربي بادو الزاكي عندما صنع إنجازات تاريخية مع المغرب وصعد به إلى المرتبة 12 في التصنيف العالمي للمنتخبات. وبذلك بات المنتخب المغربي أقرب إلى التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012 بعد الانتصار التاريخي والمهم، حيث تصدر ترتيب المجموعة الرابعة ب7 نقاط فيما بقيت منتخبات جمهورية إفريقيا الوسطى وتنزانيا والجزائر برصيد أربع نقاط. وكان الجمهور المغربي قد دخل الملعب قبل ثلاث ساعات من المواجهة رافعاً شعار "الشعب يريد 3-0" قبل أن يرفع من سقف مطالبه مع مجريات المباراة إلى "الشعب يريد 5 أهداف" والهتاف ب"زيدهم زيدهم ... هذا ما يكفيهم". وكان الاتحاد المغربي لكرة القدم قرر تخصيص عائدات المباراة لصالح عائلات ضحايا مقهى أركانة في ساحة جامع الفنا يوم 28 أبريل الماضي. وشهدت المباراة حضور جماهيري كبير بلغ أكثر من 45 ألف متفرج ملئوا جنبات المدرجات. وفور انتهاء المباراة التي عاش فيها الحارس المغربي نادر المياغري شبه راحة طيلة 90 دقيقة، بدأت الاحتفالات في مدينة مراكش مباشرة، وسهر الجماهير محتفين حتى ساعات الصباح الأولى. يذكر أن الاتحاد المغربي لكرة القدم نجح في تنظيم المباراة وضبط الملعب والتحكم في كل الأمور باستثناء تسلل مشجعين اثنين إلى أرض الميدان، ورمي الجمهور للشهب الاصطناعية التي سارعت القوات الأمنية إلى إطفاءها. يوم استثنائي وكانت مدينة مراكش عاشت يوماً استثنائياً عندما استضافت لمقابلة فوق العادة ما بين المغرب والجزائر. وقد عاشت جنبات الملعب احتفالية سابقة لوقتها من الجمهور المغربي قبل 3 ساعات من انطلاقة المباراة، حيث كان يمني نفسه بانتصار يعيد الاعتبار للكرة المغربية في منازلة غريم تقليدي مغاربي. ورصدت "العربية.نت" قبل المباراة حالات من العناق ما بين الجمهور المغربي والجزائري عند بوابة الملعب مع دعوات للأُخوة المغاربية، واحترام للروح الرياضية في هذا النزال المغاربي، بينما توقع كل جمهور أن يكون الانتصار لفريقه وذلك تحت مراقبة أمنية مشددة لضمان مرور هذا الموعد في أحسن الظروف. وقد عاشت مدينة مراكش منذ أيام توافداً من الجمهور الجزائري من أجل متابعة مباراة الإياب لفريقه ضد المغرب، بل وعاشت المدينة احتفالية منذ الجمعة برفع الأعلام المغربية والجزائرية في ساحة جامع الفنا أشهر أماكن المدينة، وفي الشوارع الرئيسية للمدينة الملقبة بالحمراء، كما أقام مسؤولوا المدينة عشاء رسمياً الجمعة على شرف الجمهور الجزائري وأعضاء الوفد الرسمي للمنتخب الجزائري بكل تفاصيل الطقوس المغربية من أجل التعبير عن الترحيب بالصيغة المراكشية لضيوف المدينة، ونفس الحماس في الاستقبال كان في مطار المدينة بالدقة المراكشية في انتظار الفريق الجزائري يوم وصوله لمراكش. من جانبه، رفض عبد الحق بن شيخة المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم الحديث عن مستقبله مع الفريق لحين العودة إلى الجزائر. ورفض بن شيخة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المباراة الحديث عن مستقبله مع الفريق بعد الهزيمة القاسية التي تلقاها من المغرب، مفضلاً أن يكون ذلك عند عودته إلى الجزائر في إشارة إلى اجتماعه بمحمد روراوة رئيس اتحاد الكرة. وكان بن شيخة ألمح في وقت سابق إلى ترك منصبه في حال فشله في قيادة المنتخب الجزائري للتأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 .