حزب الاستقلال سينسحب قريبا بشكل «فعلي» من الحكومة. ففي الوقت الذي منح الاستقلاليون لرئيس الحكومة مهلة من أجل مباشرة المفاوضات مع بعض أحزاب المعارضة، لتشكيل تحالف حكومي جديد يعوض انسحابهم ، يبدو أن حميد شباط وإخوانه بقيادة حزب الاستقلال قد ضاقوا ذرعا من طول الانتظار، كما عبر عن ذلك الأمين العام للحزب أول أمس من بوعرفة خلال تجمع خطابي، كشف خلاله أن القيادة الاستقلالية ستتخذ عما قريب مبادرة لتفعيل الانسحاب. متى؟ وكيف؟ سؤالان لم يجب عنهما شباط خلال تجمعه الخطابي، لكنه أرسل في المقابل رسالة واضحة إلى رئيس الحكومة، مفادها أن حزب الاستقلال لن ينتظر إلى ما لانهاية، مشددة على أنه إذا لم يأخذ عبد الإله ابن كيران زمام المبادرة للبحث عن حلفاء جدد، فإن الاستقلاليين لن يقفوا مكتوفي الأيدي، بل سيلجؤون إلى أجرأة الانسحاب، ومن ثم وضع رئيس الحكومة أمام مسؤولياته في الحفاظ على استقرار الحكومة. الأمين العام لحزب الاستقلال كشف أن قيادة حزبه ستفعل قرار الانسحاب عما قريب دون الإشارة إلى تاريخ محدد لذلك. في مقابل عدم كشف حميد شباط عن أجندة الانسحاب وما إن كان قد أصدر تعليمات الحزب لوزرائه لتقديم استقالاتهم لرئيس الحكومة، أكد عبد القادر لكيحل القيادي الاستقلالي والذراع اليمنى لشباط في اتصال مع «الأحداث المغربية» أن قيادة الحزب ستشرع في مناقشة أجرأة الانسحاب، ابتداء من مساء يومه الإثنين في اجتماع مرتقب للجنة التنفيذية. في سؤال عما إذا كانت اللجنة التنفيذية ستخرج بقرار يطلب من وزراء الاستقلال تقديم استقالاتهم إلى عبد الإله ابن كيران، طلب لكيحل التريث وانتظار ما سيسفر عنه الاجتماع، مكتفيا بالتأكيد أن الاستقلاليين لم يعودوا يطيقون صبرا على وضعهم داخل الحكومة، في الوقت الذي يصر رئيس الحكومة على تجاهل الحقيقة الماثلة أمامه وهي «أن الاستقلاليين اتخذوا قرار الانسحاب ولن يتراجعوا عنه، لذلك على ابن كيران أن يتحمل مسؤولياته كرئيس للحكومة»، يشدد القيادي الاستقلالي. «كنا نظن أننا نتعامل مع رجل يتصرف كرجل دولة، يهمه استقرار مؤسسة دستورية يترأسها، لكنه تجاهل رسائلنا، لذلك لن ننتظر أكثر من ذلك.. وسنقوم باتخاذ مبادرة أجرأة الانسحاب» يضيف عبد القادر لكيحل ، مبرزا أن الاستقلاليين وحرصا منهم على استقرار الحكومة، منحوا رئيسها مهلة كافية لتدبير أغلبية جديدة، لكن هذا الأخير لم يصدر منه ما يفيد بأنه تجاوب مع المبادرة، حيث ظل التجاهل سيد الموقف بالنسبة إليه، لذلك «سنقوم بتفعيل الاجتماع عما قريب.. وساعتها فليتحمل رئيس الحكومة مسؤولياته» يستطرد لكيحل. في محاولة لاستجلاء تفاصيل أوفى حول تفعيل الانسحاب الوشيك لحزب الاستقلال، اتصلت «الأحداث المغربية» بعدد من قيادات الحزب، لكن هواتفهم ظلت ترن دون مجيب، قبل أن يرد أحد مساعدي عضو باللجنة التنفيدية ليكشف أن قيادات الحزب مشغولة في اجتماع ترأسه حميد شباط إلى غاية زوال أمس بمدينة وجدة، حيث من المرتقب أن يعقد تجمعا خطابيا هناك. وفي الوقت الذي يتهيأ حزب الاستقلال لقطع «شعرة معاوية» مع التحالف الحكومي، يصر حزب العدالة والتنمية على عدم التجاوب مع المهلة التي منحها الاستقلاليون لابن كيران من أجل البحث عن حلفاء جدد لتعويض انسحابهم من الحكومة، كما جاء ذلك على لسان قيادي بحزب رئيس الحكومة، مؤكدا في اتصال مع «الأحداث المغربية» أن الوضع القائم حاليا مستمر ما لم يحرك حميد شباط الآليات الدستورية لتفعيل الانسحاب، كما أن عبد عبد الإله ابن كيران لن يشرع في مباشرة المفاوضات للبحث عن شركاء جدد ، إلا في حال انسحاب وزراء الاستقلال وتقديمهم لاستقالاتهم. «موقفهم مرتبك.. نحن لم نطلب منهم مهلة» يضيف القيادي بحزب العدالة والتنمية، مبرزا أن رئيس الحكومة، أكد بنفسه في أكثر من مناسبة، أنه لن يعمد إلى إجراء أية اتصالات مع أحد مادام وزراء حزب الاستقلال يقومون بمهامهم الحكومية بالشكل العادي كماهو عليه الحال بالنسبة للوزراء الآخرين، يشير المصدر القيادي، مختتما بالقول : « أما إذا كان عند شباط اعتبارات داخلية أو حسابات لانعرف مداها تحول دون تفعيله لقرار الانسحاب، فعليه أن يكف أن يعلق افتقاده لشجاعة فعل ذلك على شماعة العدالة والتنمية».