هل كان لمهلة شهر التي أعطاها حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال لرئيس الحكومة لتدبير أمور أزمة الأغلبية علاقة بما دار في لقاء شباط بالملك محمد السادس بوجدة؟. بعد أيام من لقاء وجدة خرج قادة استقلاليون ليكشفوا أن جلالة الملك أبدى تفهما لقرار حزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة، وطلب منح رئيس الحكومة المزيد من الوقت لإيجاد حل للمأزق الذي توجد عليه الأغلبية الحكومية. صناع القرار الجدد في حزب الاستقلال قالوا في تصريحات متطابقة إن الملك فعلا أبدى تفهما لقرار حزب الاستقلال الخروج من الحكومة . مصادر "الأحداث المغربية" التي رفضت الكشف عن هويتها قالت إن الملك محمد السادس طلب منح ابن كيران مزيدا من الوقت للخروج من الأزمة، وقبل سحب وزراء الاستقلال بصفة نهائية من حكومة عبد الإله ابن كيران. والظاهر أن عبد الإله ابن كيران نفسه يعي أن خط الرجعة مع حزب الاستقلال أصبح غير متاح وأن تفعيل القرار مسألة أيام. ولذلك فهو يفكر في المخارج الممكنة، لكن مع استبعاد خيار الانتخابات السابقة لأوانها ، مصادر الجريدة قالت إن ابن كيران واجه المطالب المتشددة للذهاب إلى انتخابات مبكرة بالرفض المطلق متحججا بصورة البلد وبالكلفة المالية لعملية الاستحقاقات الانتخابية رغم جاهزية الحزب لخوض انتخابات جديدة. ابن كيران بحسب نفس المصادر يسير بليونة في اتجاه فتح مفاوضات مع هيآت حزبية في المعارضة على أي خيار آخر. حماسة ابن كيران للتفاوض مثلا مع حزب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري لا يملك فيها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية هامش تحرك كبير. من جهة ثانية نفى عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة في اتصال أجرته معه "الأحداث المغربية" أي وساطة بينه وبين حميد شباط. التصريح الهاتفي المقتضب لرئيس الحكومة للجريدة قال فيه باختصار "لا وساطة بيني وبين سي حميد شباط". امحند العنصر وزير داخلية عبد الإله ابن كيران نفى عدة مرات أن يكون قد قام بدور الوساطة بين حميد شباط وابن كيران. مقربون من ابن كيران كشفوا للجريدة أن ابن كيران استفسر العنصر عن موضوع الوساطة المشاع في الصحف وهو الأمر الذي نفاه وزير الداخلية. ومع أن خيار الوساطة يبدو دون جدوى في ظل خط اللاعودة الذي رسمه حميد شباط في علاقته مع ابن كيران، إلا أن إصلاح ذات البين مع الاستقلاليين بتعديل حكومي، والذي ناصره امحند العنصر معتبرا أنه أمر عاد ويقع في كل الحكومات، لا يحبذه المقربون من ابن كيران، الذين استبعدوا في حديثهم مع الجريدة، القيام بتعديل وزاري في الآونة الراهنة ما لم يتضح الموقف النهائي لحزب الاستقلال من البقاء في الحكومة أو عدمه