«إيلا بغيتي الحشيش عليك بأزرراك» عبارة يتداولها المستهلكون بأكادير خلال هذه الأيام. أزرراك (بثلاث نقاط فوق الكاف) منطقة جبلية منيعة تابعة لجماعة الدراركة بمدخل أكادير على طريق مراكش. مع اقتراب حلول شهر رمضان وازدياد الطلب على الشيرا لتعويض الخمور، حولها مروجو المخدرات إلى قلعة حصينة لترويج المخدرات على المستهلكين، وتوجيه جزء منها إلى المدينة مع صغار المستهلكين والهواة الذين يجربون حرفة ترويج، لكن سرعان ما يتم القبض عليهم. بعدما عز الترويج بمدينة أكادير، أصبحت جبال أزرراك قلعة لا تصلها في الغالب إلا السيارات الرباعية الدفع هناك مازال متنفس لكبار المروجين لكي يمارسوا بليتهم في الترويج بعيدا عن أعين الفرقة الوطنية لمكافحة المخدارت بولاية أمن أكادير، وعن سرية الدرك الملكي بالدراركة، الأمن كما الدرك الملكي لا ينفي كون هذه المنطقة الجبلية البعيدة بحوالي 8 كيلومترات أصبحت منطقة شبه عازلة يحكمها المروجون، وغالبا ما يبررون صعوبة تطهيرها بوعورة التضاريس، ونقص في الرجال واللوجيستيك. عدد عناصر الدرك بمركز الدراركة للدرك الملكي محسوب على رأس أصابع اليدين ، يقومون بالدوريات الاعتيادية، وتحرير المحاضر في إطار العمل الاعتيادي مع النيابة العامة، ومباشرة مشاكل السير والجولان و حوادث السير، مع أن هذه الجماعة أصبحت مدينة قائمة بذاتها و مكتظة. تفيد معطيات رقمية أن مصالح الأمن بأكادير بتنسيق مع الدرك الملكي بالدراركة وصلت هذه المناطق بأزرراك واعتقلت 8 مروجين خلال السبعة شهور الأخيرة، ضبطت خلالها كميات مختلفة، أكبرها عثر عليها لدى آخر مروج اعتقل ووصلت كيلوغرامين ونصف. المروجون «لا يضعون كل بيضهم في سلة واحدة» بل يكتفون بحمل كمية صغيرة من المخدرات التي تكفي للترويج. وتفيد نفس المعطيات أن ما يزيد عن 70 مروجا تم توقيفهم وتقديمهم إلى العدالة خلال الشهور الستة الأخير على مستوى المدار الحضري لأكادير. من أجل ذلك كانت الوجهة إلى أزرراك، هذه المنطقة عرفت مند عهود بمدارسها العتيقة حيث يتلقى طلبة العلم علوم الشرعية، والأصول والفقه، ويحفظون القرآن الكريم، ظلت جبالها ترجع صدى القراءات الجماعية لفقهائها وتلامذتها، وفجأة تحولت إلى قطعة يحكمها مروجو المخدرات. وضع تضايق منه طلبة العلوم الشرعية وبعض الدور المتناثرة هناك. لكي يحصل «المبلي» على قطعة «حشيش» عليه أن يتجشم الصعاب ليصل أزرراك، بعدها يقوم بعملية بحث عن المروجين المعتصمين بالجبال، يقومون بتوجيهه عبر الهاتف مثل فأر «السويرتي» إلى وجهات مختلفة إلى أن يتيقنوا من صدق نيته، وأنه مجرد مستهلك راغب في الاقتناء، فيلبون طلبه، وميزة المستهلكين أنهم يقتنون كميات زائدة عن اللزوم قد تصل ألف درهم، بسبب الغياب التام للمروجين بالمدينة وضواحيها على بعد أيام قلائل من حلول شهر رمضان. إدريس النجار