لازالت أزمة العطش التي تتهدد منذ مدة سكان مجموعة من دواوير بلدية المنصورية بابن سليمان ترخي بظلالها على المنطقة رغم الوعود التي قدمها مؤخرا باشا باشوية المنصورية لممثلي ساكنة هذه الدواوير لحل المشكل بتنسيق مع رئيس البلدية وعامل الإقليم في أقرب الآجال، حيث حمل الباشا المسؤولية في تأخر حل المشكل لرئيس البلدية، الذي حمل هو الآخر أثناء لقائه نفس اليوم بممثلي السكان المسؤولية للسلطة بسبب تأخر مصادقتها على المشروع، وأعطى وعودا للمتضررين من أجل إيجاد حل للمشكل في أقرب الآجال. وهي الوعود التي لم تتحقق إلى يومنا هذا مما جعل الساكنة تنخرط في جمع عرائض احتجاجية واستنكارية تحمل أسمائهم وتوقيعاتهم وأرقام بطائقهم الوطنية من أجل توجيهها إلى الجهات المسؤولة إقليميا ومركزيا. يستمر هذا المشكل رغم انتهاء الشركة المكلفة من أشغال إنجاز مشروع التزويد بالماء الصالح للشرب عبر الإيصالات الفردية الخاصة بمجموعة من الدواوير بالبلدية، من بينها المديوني والقرابلة وأولاد العطار في إطار برنامج إنماء، الذي تشرف عليه شركة ليديك، ورغم إنجاز البلدية للوائح الخاصة بالمستفيدين، وتوصل سلطات الوصاية بعمالة إقليم ابن سليمان بها منذ مدة ( في عهد الباشا والعامل السابقين) من أجل المصادقة النهائية، إلا أن هذه السلطات لازالت تحتفظ بهذه اللوائح وترفض المصادقة النهائية عليها، بمبررات، من بينها تفيد مصادر مطلعة، أن هذه اللوائح تضم أسماء أصحاب مساكن عشوائية حديثة وبراريك مفرخة لا تعترف بها السلطة علما أن عمليات البناء العشوائي وتفريخ دور الصفيح لازالت مسترسلة لحد الآن بعضها على الملك الخاص للدولة أو الأراضي الفلاحية التابعة للشياع بعضها محل متابعات قضائية، وبعضها الآخر موضوع أحكام قضائية نهائية بالإفراغ للاحتلال بدون سند قانوني لفائدة الدولة، بل الأكثر من ذلك تضيف المصادر ذاتها أن الاتفاقية الأم للمشروع لم تتم المصادقة عليها بعد. المبررات المذكورة حرمت ساكنة الدواوير المعنية من هذه المادة الحيوية، حيث لازالوا يتزودون بالماء الصالح للشرب من السقايات العمومية على قلتها وبعدها عن التجمعات السكنية، مما يكلفهم ويضاعف من معاناتهم، خصوصا ونحن في بداية فصل الصيف وعلى مشارف حلول شهر رمضان، حيث يزداد استهلاك الماء، مما يتطلب حسب بعض المصادر مراجعة هذه اللوائح وتعديلها عبر سحب أسماء أصحاب هذه المخالفات منها، أي اللوائح إلى حين تسوية وضعيتهم القانونية، وهو الطرح الذي لازالت ترفضه البلدية، مما أصبحت معه أزمة العطش تتهدد السكان، الذين تقوم البلدية بتزويد بعضهم بالماء عبر الشاحنة الصهريجية، فيما يتم حرمان آخرين ، ينضاف إلى هذا معاناة الساكنة مع حفر المراحيض في غياب الواد الحار، الذي ترفض إدارة شركة ليديك القيام بإفراغها عبر آلياتها عند امتلائها بسبب عدم الانخراط في شبكة الماء والتطهير، مما يجعل هذه الحفر مهددة بالفيضان ويعرض المنطقة بين حين وأخر إلى الثلوت والروائح الكريهة، ومشاكل بين الساكنة عند عمليات الإفراغ التقليدية. ابن سليمان: عبد الكبير المامون