وضع فقهاء الكنوز الخمسة المتهمون بالبحث عن الأطفال »الزوهريين» أنفسهم في موقف حرج أمام الهيئة القضائية بتارودانت، التي تابعتهم بالنصب والاحتيال والدجل، والبحث عن الكنوز. لم يستطيعوا إثبات براءتهم بالحجة، كما أنهم فشلوا في إثبات أنهم بالفعل فقهاء، إذ لم يستطيعوا أن يقنعوا الرئيس أنهم حفظة مهرة للقرآن بعدما أجرى لهم امتحانا شفويا ليتأكد إن كانوا بالفعل حملة لكتاب الله في صدورهم، فكان نصيبهم السجن سنة واحدة لكل واحد منهم. فقد نطقت ابتدائية تارودانت في قضيتهم بما مجموعه 5 سنوات نافذة بعد تأجيلات للقضية من أجل السماح للدفاع بالاطلاع على ملفاتهم. في جلستهم العلنية أمام الهيئة القضائية بابتدائية تارودانت، امتحنهم رئيس الجلسة بآيات من سورة آل عمران، وكان يتوقف مطالبا من كل واحد منهم أن يكمل الآية فعجزوا عن ذلك، ثم سألهم " باش نتوما فقهاء إيلا ما كنتوش حافظين كتاب الله ؟ ". ففي نفس الجلسة، أعاد المعتقلون نفس الحجج التي أدلوا بها لدى الضابطة القضائية، أكدوا أنهم " طلبة " حملة لكتاب الله، وأنهم دائمو التنقل للقاء ب" الكرماء" الذين لا يخيبون مسعى أهل القرآن والسنة، وأضافوا أنهم حلوا ب"دوار الكاوص" وكانوا بصدد اللقاء بأحد " الحجاج " بالمنطقة الذي ينفحهم إكراميات كلما طرقوا بابه. الهيئة القضائية استمعت إلى الحاج المعني بالأمر ونفى جملة وتفصيلا أي صلة له بالخمسة الماثلين أمام العدالة، وتشبث أحد الآباء المشتكين بمتابعة الفقهاء واتهمهم بتفحص يد ابنه وأنهم يبحثون وسط دوار الكاوص بجماعة المهادي عن الأطفال الزوهريين، وأكد الطفل بدوره أمام المحكمة بأن واحدا من المعتقلين تفحص بطن يده، وعندما سأله القاضي أي من الرجال فحص بطن يدك، أشار الطفل إلى المعني من بين الموقوفين. أحد الشهود زاد من " تغريق الشقف" للمعتقلين بتأكيده أنه شاهد أحدهم يفحص كف طفلة ثم بصق فيها بلعابه المتناثر. الفقهاء الخمسة لم يفصحوا عن الأسباب الحقيقية وراء حلولهم بهذا الدوار، إلى جانب حلولهم من أماكن متفرقة ومتباعدة، من حاحا والشياضمة وسوس وليس من مدرسة أو منطقة واحدة، كما تضاربت تذرعاتهم حول أسباب حلولهم المفاجئ بالدوار، وزاد عجزهم عن مسايرة رئيس الجلسة في استظهار آيات من سورة آل عمران في محنتهم ليتقرر إدانتهم بسنة نافذة لكل واحد منهم. إدريس النجار