أثار حريق نشب بأحد الغرف المشيدة فوق أحد السطوح فزعا كبيرا في صفوف السكان المجاورين. وكانت النيران قد اندلعت صباح أول أمس السبت، في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، بغرفة صغيرة شيدت عشوائيا بأحد منازل «حي الأمل» التابع للمقاطعة الحضرية الحي الحسني بالدارالبيضاء. وأتت النيران على جميع محتويات هذه الغرفة الصغيرة، دون أن تحدث أية خسائر في الأرواح بفعل التدخل السريع للسكان. وبعد تكتل جهود العديد من شبان الحي تمكنوا من إطفاء النيران قبل أن تصل عناصر الوقاية المدنية. إلا أن الحريق كشف أحد أوجه الاختلالات العميقة في هذا الحي والأحياء المجاورة بالحي الحسني، التابع للملحقة الإدارية الكائن مقرها بشارع سيدي الخدير، حيث تسود الفوضى والعشوائية في تشييد طوابق بدون الحاجة إلى استصدار تراخيص أو إنجاز التصاميم اللازمة. وقد كشف الحريق الذي شب في غرفة فوق السطوح مشيدة عشوائيا، اختلالات عديدة بالمنازل القريبة بهذا الحي الذي كانت بيوته المكونة من طابق أرضي فقط تابعة للأملاك المخزنية، قبل أن يتم تفويتها لقاطنيها ويتم الترخيص بإضافة بعض الطوابق القانونية. غير أن التواطؤ الذي ساد بين ممثلي السلطة المحلية وأعوانها، وقاطني المنازل جعل الطوابق تتضاعف، اعتمادا على تشييد بناءات عشوائية، جعلت معمار هذا الحي والأحياء المجاورة يعرف اختلالات كثيرة. كما أن ضعف المراقبة وتواطؤ أعوان السلطة مازال يساهم في تفريخ هذه الاختلالات التي تنذر بالكارثة عند أول حادثة من قبيل الحريق الذي شب صباح السبت الماضي. تصوير: إبرهيم بوعلو