توفي صباح أمس الأربعاء بمستشفى الشيخ زايد بالرباط الممثل الكوميدي المغربي محمد بن ابراهيم بعد صراع مع المرض، وبرحيله تفقد الكوميديا ذات الطابع البدوي والشعبي أحد رموزها على المسرح وعلى الشاشة الصغيرة، وقد ارتبط اسم محمد بن براهيم في بداية مشواره الفني في منتصف الستينيات من القرن الماضي بفرقة «الأخوة العربية» التي كان على رأسها عبد العظيم الشناوي الذي ساهم في تكوين العديد من نجوم الفن والتمثيل في المغرب. ثم اشتغل بعد ذلك مع محمد التسولي ومع البدوي. وقد ارتبط اسم بن ابراهيم ولد درب السلطان والودادي القح الذي كان لا يتخوف أو يتبرم من إعلان وكشف عشقه للفريق الأحمر بصديقيه ورفيقيه في درب الكوميديا والضحك مصطفى الداسوكين ومصطفى الزعري وأيضا القدميري وهو الثلاثي الذي لمع في العديد من الأعمال ومن بينها عمل على شاكلة رعاة البقر بث على القناة الأولى . لكن بن ابراهيم العبدي المتنقل في طفولته بين البيضاء وآسفي لم يقف عند محطة الأدوار البسيطة والسهلة التي تستهدف إضحاك الجمهور بسهولة وسرعة بل إنه استطاع بعد سنوات من التميز في الكوميديا البدوية أن يلمع في السينما من خلال العديد من الأدوار في العديد من الأفلام منها فيلم « بيضاوة » لعبد القادر لقطع وفيلم « فيها الملح والسكر » لحكيم النوري، و شريط « قصة وردة » لعبد المجيد الرشيش . لكن أبرز دور له وأشهر شخصية جسدها على الشاشة الفضية هي شخصية «زريرق» في فيلم «كازانيكرا» لنور الدين لخماري، شخصية عنيفة، تحب الحياة والمرح والانطلاق. والجميل في هذا الدور أنه رغم الانتماء الودادي لابن ابراهيم، فإنه لبس في هذا الدور قميص الرجاء البيضاوي معلنا انتماءه لكل فرق وأندية المغرب بدون تعصب أو انغلاق وقد توج بتميزه في دور وشخصية زريرق بجائزة أحسن دور رجالي ثانوي في مهرجان طنجة للفيلم في إحدى دوراته السابقة. وبذلك أكد بن براهيم قدرته على الانفلات من التنميط ( الكوميديا البدوية والشعبية) وولوج آفاق أرحب ، وقد كان بن ابراهيم دائما يعترف للسينما ولمخرجيها المغاربة بالفضل في نقله من مرحلة إلى أخرى ومن نمط إلى آخر في الإبداع الفني ناهيك عن الاستفادة المادية من أعماله وأدواره في السينما . ورغم ظروفه الصحية ومرضه المزمن، فقد بقي بن ابراهيم وفيا لحبه للمسرح والسينما والتلفزة، وظل يتنقل بين الشاشة الصغيرة والكبيرة وهنا لا ننسى دوره المتميز في السلسلة الفكاهية الناجحة «احديدان» التي تم بثها على قناة دوزيم. وقد كان الراحل في حديث معه في الصيف الماضي ينوي المشاركة مع جمال الدبوز في أحدأعماله الفنية لكن اشتداد المرض عليه كان يحول بينه وبين العمل بالوتيرة والطريقة التي كان يتمناها. وإلى جانب شهرته في التمثيل، فقد كان بن ابراهيم في العديد من المناسبات يفاجئ جمهوره وعشاقه بالغناء لأبرز النجوم الغربيين خاصة في الروك.وذلك ليس تطفلا وإنما عن دراية وحب. إنه بن ابراهيم المتفرد الذي ليس له ابن ابراهيم آخر يشبهه .