نحن في أجمل بلد على وجه البسيطة. نحن نعيش تحت سماء أعرق الأوطان، وأكثرها حضارة، وأشدها تفننا في العيش . هذا ما قد يخالج المغربي حينما يطالع صورة بلده في إحدى المجلات السياحية الصقيلة أو البرامج الخاصة بالسياحة الرفيعة. لا، بل نحن في أسوأ البلدان. بلد الفقر و العنف والاغتصاب والفوضى والانحرافات السلوكية، بلد لا أمان لأطفاله فيه. مغربنا الجميل : قصر رحول قصر رحول ، قصر بمنطقة النخيل بالحمراء. قصر خاص في ملكية عائلة رحول، تحول إلى فندق من الطراز الرفيع وخارج التصنيف. ثمن الليلة الواحدة فيه لا يقل عن 4 ألاف درهم. فضائيتان فرنسيتيان، الأولى سياحية التوجه والثانية متخصصة في المنازل، قدمتا بحر هذا الأسبوع، برنامجين مستقلين عن هذا القصر الأسطوري والفريد، وكأنه خارج للتو من إحدى قصص ألف ليلة وليلة. قصر ذو تاريخ شيده أصحابه مستلهمين من أسفارهم المتعددة والكثيرة عبر العالم. فندق يندهش له الأجانب ويخلق لديهم إحساس الغرائبية، الذين يعشقونه ويحبون أن يجربوه كلما حلوا بالمغرب. القصر لا يخيب الظن، بل يفوق التوقعات والانتظارات. يجمع بين الأصالة والتقليدي على مستوى المقتنيات المتوفرة والتي تؤثت غرفه وصالاته وأروقته وخيماته القيادية، وبين العصرنة والحداثة في المرافق والخدمات وكذلك في الديزاين والديكور الرفيعين.. القصر الممتد على ما يزيد 5 هكتارات يمتلك روحا خاصا، وينضح بأجواء خارج التأطير الزمني، بهندسته المغايرة والفريدة المازجة بين الطراز المعماري الروماني والمغربي. مغربنا القبيح : الطفلة وئام قبل 3 أيام الآن، علم المغاربة المبحرين على الأنترنيت أو قراء الجرائد بحالة طفلة سيدي قاسم وئام التي لا يتجاوز عمرها 10 سنوات. هذه الطفلة، تعرضت لمحاولة اغتصاب وفق ما أفادته والدتها، وإذا كانت أفلتت من الاغتصاب، فإن المسكينة لم تفلح في مقاومة وحشية المعتدي، الذي ألحق أضرارا جسيمة بجسمها الفتي والبريء.. شوه وجهها، كاد يفقأ إحدى عينيها، هشم بعض أسنانها، كاد يقطع أصابع إحدى يديها.. وبطبيعة الحال، أقحم نفسيتها في سرداب العذاب النفسي بجريمته البشعة هذه. المواقع الإخبارية، تناقلت شريطا مسجلا للطفلة «وئام» وهي ترقد بمستشفى بالقنيطرة، وناشدت المغاربة أن يرأفوا لحالها ويساعدوها على استعادة ابتسامتها والأمل في الحياة من خلال إجراء عمليات تقويمية لإصلاح ما اقترفه المعتدي . نداء الصغيرة وجد صداه لدى محسن وخضعت لعملية الترميم بإحدى مصحات البيضاء. لكن، وهذا هو المؤسف بل المثير، حالتها لم تثر لا وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، ولا وزير الداخلية ووزيره المنتدب، الشرقي الضريس، ولا وزيرة التضامن والأسرة والمرأة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، ولا بوشعيب الرميل المدير العام للإدارة العامة للأمن الوطني. بل إن الإعلام السمعي البصري العمومي لزم الصمت حيال حالة الصغيرة «وئام».. فهل هذا هو المغرب الذي نريده؟ مغرب يبخس أطفاله، ويشجع على انتهاك البراءة، ويحرض على الانحرافات السلوكية..؟!!