الصفراء هى عصارة المرارة ، و هى عبارة عن سائل سميك مر الطعم أصفر اللون يتم إعداده في الكبد، ليتم إفرازه فيما بعد لهضم المأكولات الدهنية، وينتج مرض الصفراء عندما تتجمع الصفراء في كيس المرارة بنسبة أكبر من اللازم ، ويصيب هذا المرض في الغالب الأطفال عقب الولادة مباشرة، مما يستلزم تدخلا طبيا في بعض الحالات. هناك نوعان من الصفراء التي تصيب الأطفال حديثى الولادة: - الصفراء الطبيعية التى تصيب الطفل بعد الولادة بيومين أو ثلاثة أيام ، و تزول من تلقاء نفسها. - الصفراء المرضية التي تصيب الطفل منذ اللحظة الأولى للولادة ، و تحتاج إلى علاج. أجسام مضادة في جسم الأم - ولادة الطفل بعدد كبير جدا من كريات الدم الحمراء و هو ما لا يحتاجه جسمه، مما يدفع بهذه الكريات إلى التحلل بطريقة ذاتية، وهو ما يؤدي إلى إنتاج مادة تسبب أعراض مرض الصفراء. - وجود خلل في إنزيمات الكبد أو حدوث انسداد في قنوات المرارة ، و في هذه الحالة يتحول لون جلد الطفل إلى لون قريب من الأخضر. - اختلاف فصيلة دم الأبوين، أو وجود أجسام مضادة تهاجم كريات الدم الحمراء في جسم الأم. - حدوث تلوث في الحبل السري أثناء الولادة. الإصفرار والخمول من أعراض الصفراء - إصفرار لون الجلد و بياض العينين و منطقة تحت اللسان، وعادة ما يبدأ الإصفرار من الرأس، ثم ينتشر في باقي أجزاء الجسم حتى يصل إلي القدمين. - الامتناع عن الرضاعة - انبعاث رائحة كريهة من السرة - خمول الرضيع - سرعة التنفس - ظهور كدمات زرقاء على الجسم - ظهور تشنجات الإهمال ينتهي بالتخلف العقلي عند ملاحظة هذه الأعراض يتوجب على الوالدين عرض الطفل على طبيب أطفال لأن حالته تستلزم تدخلا طبيا مستعجلا دون تهاون أو استعانة بوصفات شعبية، أو آراء بعض المقربين لأن ذلك قد يشكل خطرا إضافيا على الطفل بسبب مضاعفات المادة الصفراء التي يمكنها تدمير الجهاز العصبي المركزي بمخ الطفل، وهو ما يصيبه بالتخلف العقلي، أو الشلل، والصمم، والعمى، وفي بعض الأحيان من الممكن أن تنتهي الإصابة بوفاة الطفل. أضواء زرقاء.. وتغيير الدم بالنسبة للصفراء الطبيعية التي تصيب الأطفال بعد أيام من الولادة، يكون العلاج من خلال تشجيع حركة أمعاء الطفل على الحركة، حتى تتخلص من المادة المتسببة في الصفراء، وذلك من خلال الرضاعة المتكررة. أما بالنسبة للصفراء المرضية التي تظهر منذ الولادة، فيتم علاجها بواسطة طريقتين: - العلاج الضوئي، وهو الأكثر شيوعا والأقل ضررا، وذلك من خلال تسليط أضواء على جسم الطفل، بعد وضعه داخل الحاضنة، ويكون الطفل عاريا مع ضرورة ارتداء الحفاض، وتغطية عينيه لحمايتهما من الضوء، ويتم تغيير وضعية الطفل داخل الحاضنة كل ست ساعات، كما تحدد نسبة الصفراء في دمه كل أربع ساعات، وذلك لمدة 48 ساعة، ويمكن ملاحظة تحسن حالة الجنين من خلال اختفاء اللون الأصفر بالتدريج، وعودة الطفل إلى لونه الطبيعي. - تغيير الدم، هو الطريقة الثانية للعلاج، ويلجؤ الطبيب إلى هذه الحالة عندما تكون نسبة الصفراء مرتفعة، على الرغم من اللجوء إلى العلاج الضوئي، أو في حالة كان المولود خديجا، أو في حال تجاوزت الصفراء المعدلات المقبولة، ويتم سحب الدم بطريقة منتظمة، واستبداله بدم آخر من نفس الفصيلة.