بعد عشرين ساعة من البحث المضني تحت أنقاض المنازل المنهارة صباح يوم السبت الأخير بجنان العراقي بحي سيدي بوجيدة، تمكنت عناصر الوقاية المدنية من انتشال جثة السيدة التي ظل زوجها يتمنى العثور عليها حية بعد أن ظل هو و رجال الوقاية المدنية و غيرهم يسمعون لساعات أنينها دون الوصول إليها بسرعة بسبب الأكوام المتراكمة من الأتربة و الإسمنت و قضبان الحديد و الآجور، و كانت بذلك الضحية الوحيدة في الانهيار الأخير، فيما نقلت امرأة و ابنتها و رجلا إلى قسم المستعجلات بالمركب الجامعي الحسن الثاني بفاس لتلقي العلاج و تحديد طبيعة إصاباتهم… انهيار ثلاثة مساكن بالعمارة بحي سيدي بوجيدة، أعاد إلى الأذهان مسلسل الانهيارات المتوالية التي شهدتها العديد من المساكن بمدينة فاس العتيقة، و إن كانت لم تخلف ضحايا، فإنها جعلت قاطني الكثير من الدور الآيلة للسقوط، و غيرها من البنايات العشوائية المستنبتة في أكثر من أحياء المدينة القديمة يحيون في دوامة الخوف سواء خلال تساقط الأمطار أو بعد توقفها. فاس: روشدي التهامي