فيما يشتد وطيس الحرب على زراعة القنب الهندي، ببعض مناطق وقرى شفشاون، تستغل بعض الجهات الموقف والوقت، لتشتغل كما لو أن شيئا لم يحدث. ذاك ما كشفت عنه فرقة خاصة تابعة لدرك شفشاون، حينما تمكنت من مداهمة مستودع متخصص في تصنيع وإعداد الشيرا، بمنطقة «القلعة» ضواحي تلمبوط، حيث كان العمل ليل نهار لإعداد كمية هامة من الشيرا، التي سيتم تصديرها مباشرة لأوربا. حوالي طن ونصف الطن، هي مجموع الكمية المحصلة من هاته العملية، وهي من النوع الجيد الذي يوجه مباشرة إلى الأسواق الأوربية، فيما تم اعتقال عشرة مشتبه فيهم، كانوا بالمستودع وبالمنزل الذي عثر فيه على تلك الكمية. وهي واحدة من العمليات المهمة التي يقوم بها الدرك بهاته المنطقة، والتي يبدو أنها جاءت بناء على تحريات ومتابعة دقيقة، عكس الهجمات العشوائية التي تشن ببعض المناطق، التي لاوجود لمثل هاته المستودعات بها، ولم يكن هناك عمل مماثل لهذا. وأفادت بعض المصادر المقربة، أن بعض تجار المخدرات الحقيقيين، الذين يستغلون المزارعين البسطاء، قد نقلوا أنشطتهم من تلك المناطق المعروفة والتقليدية، التي تعرف تفتيشات واقتحامات للمنازل. حيث اختاروا لأنفسهم أماكن أخرى بعضها تستبعد الشبهات بخصوصها، لتصنيع كميات متزايدة من الشيرا، التي بدأ الطلب يرتفع عليها بأوربا، كما بدأ ثمنها يرتفع مع قوة المحاربة، حيث غدا ثمن النقل مرتفعا وكذلك ثمن البيع والشراء. يأتي هذا أياما قليلة بعد تمكن مصالح الشرطة القضائية بتطوان، من تفكيك شبكتين في عمليتين مختلفتين، كانتا تهمان بتهريب كميات من مخدر الشيرا، حيث حجز ما لا يقل عن 500 كلغرام، قادمة من بن قريش في اتجاه تطوان، وكلها معدة على شكل بويضات متوسطة الحجم بين 100 و 120 غراما في الواحدة، والتي يقوم مهاجرون أو عابرون بابتلاعها وتهريبها في أحشائهم، حيث أصبحت هي الطريقة المعمول بها حاليا، لتهريب المخدرات خاصة عبر معبري باب سبتة ومليلية المحتلتين وكذلك عبر ميناء طنجة، حيث يسهل مرورهم دون مراقبة لعدم تواجد سكانير يكشف ذلك حتى في حال الاشتباه. العملية الثانية، مكنت من اعتقال مشتبه فيهم، وحجز أزيد من 100 كلغرام من الشيرا أيضا، كانوا أصحابها يعتزمون إعدادها لتهريبها عبر باب سبتةالمحتلة، وذلك من خلال لفها بطريقة يصعب على الكلاب كشفها، وغالبا ما يتم حشوها في إطارات السيارات أو في هيكلها.