محام من وراء الستار. ذلك كان حال المتهم الرئيسي في ملف المطارات خلال جلسة أول أمس (الخميس). كان عبدالحنين بنعلو يُوجه بعينيه وحركات شفتيه وإشارات يديه محام بهيئة دفاعه. ردود فعل بنعلو جاءت في سياق السماح لدفاعه بتوجيه بعض الأسئلة إلى المكلف بالموارد البشرية. «نعم.. سيدي الرئيس، جرى توظيف أشخاص لا علاقة لهم بمدراء المكتب خلال عهد بنعلو». جواب نزل بردا وسلاما على بنعلو الذي انفرجت أساريره بعد سماع جواب مرؤوسه السابق. بداية الجلسة التي انطلقت في الساعة الثانية زوالا، عرفت استجابة هيئة القاضي الطرشي، للدفاع الذي طلب السهر على تبليغ الاستدعاء لشاهدة في القضية. بعد ذلك، واصلت الهيئة الاستماع إلى مسؤول شعبة الموارد البشرية حول مساطر التوظيف بمصالح المكتب، وعلاقة إدراته العامة بمديرية الموارد البشرية، وكذلك الإجراءات المعتمدة في توظيف المترشحين، من تقديم للطلبات وحضور المباريات الشفوية التي كانت تُجريها شعبة الموارد البشرية، وكذا مباراة أخيرة يتكلف بها المدير العام شخصيا. «واصاحبي قول ليهم.. بحال هكا»، قال ثم ضرب بكلتا يديه على جنبيه. هكذا انفعل محام رئيس قسم الموظفين، الذي نادى عليه رئيس الهيئة لعشر مرات من أجل مواجهته بتصريحات المكلف بالموارد البشرية. بعدها انخرط الكل في موجة ضحك، ليتدخل القاضي الطرشي موضحا لمحاميه : «راه الموكل ديالك مهم.. هذاك شي علاش كنعيطو عليه مرة مرة». صرح المتهم أمام الهيئة، أن المكتب كان يُجري مباراة وحيدة مع المترشح قبل سنة 2005، وأنه لم يتم اعتماد مسطرة للتدقيق في صحة الشهادات والدبلومات المدلى بها، إلا في بداية سنة 2008. بدوره ممثل النيابة العامة، وجه سؤالا إلى المتهم حول استمعال المبيِّض في تعديل بيانات قرارات التوظيف. المتهم نفى وجود مذكرة داخلية تسمح بمثل هذه العمليات من طرف المدير العام السابق. الجواب التقطه بنعلو مباشرة، ليدونه في المذكرة التي لا تفارق يده اليسرى. ثاني المتابعين الذين جرى الاستماع إليهم، كان المدير السابق لأكاديمية محمد السادس للطيران المدني، والكاتب العام لمكتب المطارات منذ سنة 2006. نفى الأخير وجود أية علاقة مباشرة له مع قطاع الموارد البشرية، باستثناء عملية توظيف 110 مهندسين تقنيين في إطار مشاريع تأهيل مطارات المملكة. تصريحات الأخير جعلت برقليل، يظهر كأنه أصابه الحنق جراء ما قيل. حول سؤال للهيئة عن استحقاق مدير الصفقات للتعويضات رغم كونه متعاقدا مع المكتب، نفى المتهم علاقته وإلمامه بنظام التعويضات القانونية داخل مصالح مكتب المطارات. صرح أنه كان يستفيد من تعويضات التنقل والمهام، كغيره من أطر المكتب الوطني للمطارات، ولم يواجهه أحد بعدم قانونية استفادته من تلك التعويضات. كما عجز عن تبرير تلقيه لتعويض مالي خلال فترة عطلته أمام هيئة المحكمة. وختمت هيئة المحكمة الجلسة المذكورة، بالاستماع إلى مدير الاستراتيجية المتابع بجناية «تبديد أموال عمومية». الأخير نفي كل الاتهامات والوقائع المنسوبة إليه حسب الأمر بالإحالة الصادر عن قاضي التحقيق. واجهته المحكمة بالتصريحات التمهيدية للمسؤول عن فتح الأظرفة، الذي اتهمه بترجيح كفة شركات معينة للفوز بسندات الطلب، أو تفويت صفقات لشركات متعددة في ملكية شخص واحد. كما واجهت المحكمة مدير اللوجيستيك باختفاء نافورتين. صرح أمام الهيئة، أن مهمته تنحصر في التدقيق والتحري في مدى قانونية الوثائق موضوع سند الطلب. في آخر الجلسة، تقدمت هيئة دفاع كل من بنعلو وبرقليل وملين بطلبات السراح المؤقت لفائدة موكيلهم، لتعلن الهيئة حجز الطلبات المرفوعة للمداولة لجلسة الثلاثاء المقبل، بينما تقرر مواصلة المناقشة إلى جلسة الخميس المقبل. محمد كريم كفال