في وقت لم تكشف فيه شركة “ميديتل” بعد عن حصيلة نتائجها المالية برسم سنة 2012، خرج المجلس الإداري للفاعل الوطني الثاني بقطاع الإتصالات ببلاغ صحفي يكشف فيه عن إسم الفرنسي ميشيل بولان كخلف لمحمد المنجرة على رأس الإدارة العامة لشركة “ميدي تيليكوم”. قرار وإن تضمن عبارات إشادة وتنويه بالدور الهام الذي لعبه المنجرة خلال فترة توليه لإدارة الشركة، فقد انطوى على علامات استفهام في سياق الظرفية الراهنة الصعبة التي يمر منها قطاع الإتصالات بالسوق الوطني، والتي استوجبت توجه المجلس الإداري لميديتل إلى تغيير مدير عام مغربي بآخر فرنسي. مصادر مقربة من الشركة، أفادت بأن السبب المباشر في القيام بهذا التغيير في هذا الظرف الذي يتزامن مع فترة تقديم الحصيلة السنوية للشركات، يعود بالأساس إلى تراجع القيمة المالية لحصة مجموعة أورانج الفرنسية البالغة 40 في المئة في رأسمال شركة ميديتل، حيث أن النتائج المالية السنوية التي أعلنت عنها مؤخرا المجموعة الفرنسية كشفت عن لجوء أورانج إلى ضخ ما قيمته مليار و530 مليون درهم في مساهمتها في رأسمال ميديتل. وقدرت مجموعة «أورانج» في نتائجها المالية حصة 40 في المائة التي تستحوذ عليها في رأسمال الفاعل الوطني الثاني بقطاع الإتصالات بقيمة 5.64 مليار درهم، مقابل سعر استحواذ بلغ 7.42 مليار درهم، وهو الواقع الذي يكشف تثمين المجموعة الفرنسية لشركة »ميديتيل» حتى نهاية السنة الماضية، بحوالي 14.1 مليار درهم، أي بتراجع وصلت نسبته 24 في المائة في حصة ال40 في المائة، التي فوتتها مجموعة «فايننس. كوم» وصندوق الإيداع والتدبير لصالح «أورانج» سنة 2010، بمبلغ 18.5 مليار درهم. هذا في الوقت الذي عزا فيه مراقبون، أسباب تراجع قيمة حصة مجموعة “أورانج” في رأسمال ميديتل، بإكراهات وضعية السوق المغربي للإتصالات جراء احتدام المنافسة بين الفاعلين بالقطاع، وهو الواقع الذي ترتب عنه انخفاض هام في أسعار المكالمات في انتظار أن يتواصل منحاه التنازلي خلال الأعوام القليلة المقبلة، “الأمر الذي دفع بشركة فيفاندي الفرنسية إلى عرض حصتها في رأسمال اتصالات المغرب للبيع” تفيد المصادر ذاتها وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الإداري لشركة “ميدي تيليكوم”، المعروفة اختصارا ب “ميديتيل”، قد قرر يوم الجمعة الماضي في اجتماع له بالدار البيضاء، الاستغناء عن خدمات المدير العام للشركة محمد المنجرة، وتعويضه بأحد الأطر الفرنسية ويدعى “ميشيل بولان” الذي سيبدأ مهامه رسميا ابتداء من ثاني ماي من السنة الجارية. وأكد بلاغ صادر عن شركة “ميديتيل”، في هذا الشأن، أن “بولان” قد زاول أهم جزء من مساره المهني في قطاعات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، حيث كان يشغل مهام الرئيس التنفيذي لشركة لويس دريفوس للأشغال الأساسية، وقبل ذلك قضى بضعة سنوات في مجموعة “بيل” للخدمات المعلوماتية. وأشار المصدر ذاته إلى كون هذا الإطار الفرنسي سبق له أن شارك في العديد من البعثات في فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، وذلك في مكتب الاستشارات الاستراتيجية “ماكينزي”. ولم يفت بلاغ “ميديتيل” الإشادة بالمدير الحالي محمد المنجرة بفضل إنجازاته المهنية التي حققها طيلة خمس سنوات قضاها على رأس “ميديتيل”، مردفا بأن الشركة شهدت خلال ولايته نموا قويا في نشاطها