«الفلول» تدخل القاموس السياسي لعبد الإله ابن كيران. فبعد التماسيح والعفاريت التي دأب على ترديدها في وجه من يتهمم بالتشويش على تجربته الحكومية، انتقى رئيس الحكومة هذه المرة كلمة «الفلول» المنتشرة على نطاق واسع بدول ما يسمى بالربيع العربي لمهاجمة خصومه الذين يناوشون حكومته على حد قوله. ابن كيران كان يتحدث بالمركب الثقافي مولاي رشيد الذي حل به صباح أمس لإعطاء الانطلاقة للنسخة السادسة لقافلة المصباح التي ينظمها فريق العدالة التنمية للتواصل مع المواطنين. صباح أمس، تحين عاطلون من أصحاب الشهادات العليا فرصة حلول عبد الإله ابن كيران بصفته أمينا للعدالة والتنمية بالمركب الثقافي مولاي رشيد لإعطاء الانطلاقة للنسخة السادسة لقافلة المصباح، حيث أفلحوا في قطع مداخلة ابن كيران، قبل أن يتطوع مناضلون من بين منظمين اللقاء إلى إلقائهم إلى خارج القاعة، في الوقت الذي أطلق الحاضرون عقيرتهم بالشعارات في خطوة لمحاصرة شعارات العاطلين المطالبين بالتوظيف المباشر وذلك أمام أعين ابن كيران الذي احتفظ بهدوئه، مكتفيا بالقول إن «هؤلاء العاطلين إخوتنا… وسواء كانت قلة منهم مأجورمة أم لا ، فإنني اتخذت الإجراء الصحيح» في إشارة إلى قراره بإلغاء التوظيف المباشر، الذي كان محط اتفاق بين مجموعات العاطلين والحكومة السابقة. الحادث فيما يبدو ألقى بظلاله على مجريات اللقاء. فمباشرة بعدما هدأت الأمور، استأنف ابن كيران هجومه على خصومة الذين نعتهم بالفلول هذه المرة، كاشاف أنهم، يظهرون من خلال بعض الجرائد والقنوات التلفزية وكذلك من بعض الأشخاص المحسوبين على بعض الأحزاب التي وصفها ب«العريقة». «يجيبو ليا مجموعة من الشباب العاطلين يشوشو عليا.. راه غادي نطلق.. ماغاديش نطلقو مادم ماطلقتوش منا ولانموتو في سبيل الله» يسترسل رئيس الحكومة موجها خطابه للحاضرين، حيث أكد أن المواطنين على معرفة بما يجرى بل إنهم أكثر وعيا من بعض النخب. ابن كيران استحضر بهذا الخصوص ما عاينه بأحد المدن، عندما ردد مواطنون شعارا يقول «كلنا فدا فدا الحكومة الصامدة»، مؤكدا أن حكومته «معارضة» وستظل صامدة لمعارضة الفساد بالطرق السلمية كما أنها قبل كل شئ عنصر استقرار تحت رئاسة جلالة الملك. «ينتظرون شل كلمة نقولها ويمططونها… تابعين عبد الإله ابن كيران وراه من نهار خلقيت وأنا كنهدر» يشير رئيس الحكومة مؤكدا لمعارضيه أنه لم يأت لمنافستهم على الامتيازات أو «الدنيا»، بقدر ما يرجو الجنة. مذكرا بأن هناك أناس استفادوا من الريع ومن الصفقات غير المشروعة أكثر مما يخطر على البال، أوضح رئيس الحكومة أن الإصلاح لن يأتي مرة واحدة بقدر ما تحاول حكومته في إطار من «الموازنة» بين الإصلاح والاستقرار على النهوض بالأوضاع الاقتصادية والتعليم والصحة والقضاء وتصحيح الاختلالات، و«تصفية العين».