أكد عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أنه على الرغم من التشويشات والهجوم على الحكومة الحالية طيلة هذه المدة، كانت هناك نتائج. مؤكدا بأن الذين صوتوا في الانتخابات الجزئية الأخيرة على العدالة والتنمية وعلى أحزاب الأغلبية، يرسلون رسالة للحكومة فيقولون لها «استمري فنحن معك ولا تبالي»، ورسالة لخصومها، يقولون لهم «ألاعيبكم لن تنطلي علينا». وقال رئيس الحكومة الذي كان يتحدث في المهرجان الافتتاحي لإعطاء الانطلاق الرسمي لقافلة المصباح في دورتها السادسة بجهة الدارالبيضاء الكبرى، إنه في إطار المحافظة على الاستقرار و التعاقد الانتخابي منذ 25 نونبر، وفي إطار المحافظة على ثقة الملك محمد السادس في الحكومة، (قال) «سوف نستمر، ولكن دوركم أن لا تتركوا الأمور تنطلي عليكم، ميزوا جيدا كيف بين عشية وضحاها، الناس يبدلون جلدهم ومواقعهم، وكيف يبدلون خطابهم، وكيف يتوجهون للحكومة بالانتقاد مع أن هناك من قضى حياته وهو يتكلم عن محاربة الفساد والاستبداد، وعندما جاءت هذه الحكومة التي تحاول أن تحارب الفساد، هاجمها الآن». من جهة أخرى، شدد بنكيران على أن انتخابات 25 نونبر، كانت تتويجا لمسار منذ الاستقلال إلى الآن، و لم ينف بأن تلك الفترة كانت فيها إنجازات كبيرة، ولكن تأسست فيها ثقافة الريع، مشيرا بأنه كان هناك من يعتبر السياسة مكان للاستغناء وحياة البذخ الذي لا يسمح به التوازن. واعتبر بن كيران أن الوضعية بالمغرب كان من الممكن أن تكون أحسن، مؤكدا «وجود عدد من الاختلالات والخروقات بل وربما الاختلاسات». معلنا بأن الحكومة لن تحل جميع المشاكل ولن تصلح كل شيء مرة واحدة، ولكنها تحاول في إطار الموازنة التي هي « الإصلاح في إطار الاستقرار». وأضاف «لم نأت لنحل المشاكل الشخصية، ولكن جئنا لنحل المشاكل بالقرار السياسي، و بالتشريع، و بالقانون...، جئنا لأنه ينبغي أن نجتهد «باش تصفى رأس العين». ووصف بنكيران حكومته ب «الصامدة» معتبرا أن المواطن المغربي فاهم أكثر من بعض النخبة، مجددا التأكيد على أن الحكومة صامدة، ومعارضة للفساد والاستبداد، ولكنها معارضة تدريجيا، وبطريقة سلمية، وبأنها ستبقى معارضة له بكل ما أوتيت من قوة. وقال بنكيران عن من وصفهم ب «خصوم الإصلاح»، بأن لهم أساليبهم، وعندهم المكر والخداع والتآمر وقلب الأشياء والحقائق ما بين الفرقاء السياسيين ومحاولة إثارة المؤسسات بعضها على بعض. ولكن كل هذا -بحسبه- «مجرد سحر»، وهو يستحضر قوله تعالى «إنما جئتم به السحر إن الله سيبطله». وثمن بن كيران الاستقرار الذي يعيشه المغرب مقابل ما تعيشه دول شرق المغرب من أزمة استقرار وارتباكات واضطرابات أهلية وافتقاد للحرية والأمن واغتيالات لعموم المواطنين والسياسيين وكبار العلماء مع الأسف الشديد (في إشارة إلى العلامة رمضان البوطي)، مستطردا بالقول «نحن أولا وقبل كل شيء عنصر استقرار في بلدنا المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس»، وفي أعقاب ذلك اعتبر أن من وصفهم ب «الفلول» التي تحاول أن تشوش على التجارب التي انطلقت من رحم المجتمع في الشرق، هم موجودون بالمغرب كذلك، ويحاولون أن يشوشوا ولهم أساليب ويتكتلون ويخرجون من هنا وهناك، من أحزاب سياسية، من قنوات تلفزية من أشياء كثيرة. قبل أن يؤكد «نحن لا نبالي بكل هذا ما دمنا متمسكين بمبادئنا». من جهته تحدث عبد الله بوانوا رئيس فريق العدالة والتنمية عن السياق الدولي والوطني الذي جاءت فيه الدورة السادسة لقافلة المصباح باعتبارها أول قافلة للحزب وهو في الأغلبية، وبعد 14 شهرا على تنصيب الحكومة. مؤكدا على أن القافلة التي تتواصل إلى غاية 31 مارس من هذا الشهر، جاءت بهدف التواصل المباشر مع كل شرائح المجتمع دون وسائط، حول حصيلة الحكومة ومنجزاتها، وللوقوف على التحديات والاكراهات التي تواجهها، ومعيقات إيصال برامجها.