بعد ما شهدت قاعة سينما إسبانيول في حفل افتتاح الدورة 19 للمهرجان الدولي للسينما المتوسطية عرض الفيلم الروائي الطويل «يما» خارج المسابقة الرسمية للمخرج وللممثل المغربي رشيد الوالي، احتضنت «أفنيدا»، القاعة الثانية في المدينة، ثلاثة أفلام في إطار عروض خاصة، الأول للمخرج الإيطالي باولو فيرزي وهو فيلم «كل يوم من أيام الله» من إنتاج سنة 2012، والثاني للمخرج الإسباني فرناندو طرويبا الذي سيتم تكريمه في هذه الدورة وهو فيلم «الفنان ونموذجه»، بالأبيض والأسود ومن إنتاج السنة الماضية وشارك في بطولته الفنانان الكبيران، الفرنسي جون روشفور والإيطالية كلوديا كاردينالي، والثالث للمخرج المصري محمد بكير وهو فيلم «على جثتي» من إنتاج هذه السنة، ويؤدي فيه دور البطولة الممثل المصري أحمد حلمي الذي تم تكريمه في حفل الافتتاح. الفيلم الإيطالي الأول «كل يوم من أيام الله»، زيادة على جودته الفنية وقوته الموضوعاتية والتشخيصية، كان ذا جودة عالية من حيث الصوت والصورة، ودخلت من خلاله قاعة سينما أفنيدا إلى عصر الرقمنة، إذ أنه مسجل بطريقة (DCP Digital Cinema Package) وهي نسخة رقمية للفيلم تعادل في السينما التقليدية نسخة 35 ملم المسجلة في البوبينات. ولكي يتم عرض هذا النوع من الأفلام، قامت القاعة بتجهيز كابينة عرض الأفلام بآلة عرض رقمي تحت إشراف المدير التقني الفرنسي جويل مالطون، وهو خبير في تثبيت وتشغيل أجهزة العرض الرقمية الحديثة، وهو الذي يشرف على عروض الأفلام الرقمية التي تُعرض في مهرجان «كان» السينمائي». جويل مالطون شرح ل «الأحداث المغربية» الكيفية التي يتم بها تخزين هذه الفئة من الأفلام في قرص صلب، وكذا الكيفية التي يتم فيها تحميل الفيلم في آلة العرض الرقمية بواسطة برنامج (logiciel) معلوماتي، مؤكدا أن هذه التقنية الجديدة تضمن جودة عالية للصوت والصورة، كما أن تخزين الفيلم في قرص صلب يُجنب إلحاق الضرر بنسخة الفيلم ويقيها من التعرض للخدوش أثناء عملية النقل أو عملية العرض. وأوضح الخبير التقني الفرنسي بأن القاعات السينمائية في فرنسا ستنتهي في نهاية هذه السنة من عملية الدخول إلى عصر الرقمنة مائة في المائة، بحيث لن تبقى هناك أية قاعة تستغل بنظام عرض فئة 35 ملم، مضيفا أن فرنسا تتوفر على حوالي 400 قاعة سينمائية تجارية، دون احتساب القاعات العمومية التابعة للمعاهد الثقافية ولجمعيات الأحياء وللمجالس البلدية والمؤسسات العمومية. ويُشار إلى أن قاعة أفنيدا التي دخلت بمناسبة مهرجان تطوان إلى عصر الرقمنة، يملك حق استغلالها رئيس غرفة أصحاب القاعات السينمائية في المغرب، الحسين بوديح، الذي يملك أيضا حق استغلال قاعة سينما إسبانيول في تطوان. وإلى غاية اليوم، القاعات السينمائية الوحيدة التي تتوفر على نظام عرض رقمي، هي قاعة الريف في الدارالبيضاء وقاعة الكوليزي في مراكش، بالإضافة إلى قاعات مركب ميغاراما في مراكشوالدارالبيضاء، ومن المنتظر أن تبدأ قاعات مغربية أخرى في تحديث نفسها لكي تنتقل هي الأخرى إلى عصر الرقمنة من خلال الدعم الذي ستقدمه لها الدولة. أحمد الدافري